اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

قوله : { ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ السيئة } وهو الصفح والإعراض والصبر على أذاهم .

قال الزمخشري : قوله : { ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ السيئة } أبلغ من أن يقال : بالحسنة السيئة لما فيه من التفضيل ، ( كأنه قال ادفع بالحُسنى السيئة ){[33302]} والمعنى الصفح عن إساءتهم ، ومقابلتها بما أمكن من الإحسان ، حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان ، وبذل الاستطاعة فيه كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة . . .

قيل : هذه الآية نُسخت بآية السيف ، وقيل : محكمة ، لأن المداراة{[33303]} محثوث{[33304]} عليها ما لم تؤد إلى نقصان دينٍ أو مروءة{[33305]} . ثم قال : { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } أي : يقولون من الشرك .


[33302]:ما بين القوسين تكملة من الكشاف.
[33303]:المداراة: المطاوعة والملاينة، ومنه الحديث: "رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس" أي: ملاينتهم وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا عنك. وداريت الرجل: لاينته ورفقت به، وأصله من دريت الظبي، أي: احتلت له وختلته حتى أصيده. اللسان (دري).
[33304]:في النسختين: محثوثة. والتصويب من الكشاف.
[33305]:الكشاف 3/55.