المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا} (110)

110- والله - جل شأنه - يعلم ما تقدم من أمورهم في دنياهم ، وما يستقبلونه منها في أُخراهم ، فهو سبحانه يُدبِّر الأمر فيهم بمقتضى علمه ، وهم لا يحيطون علماً بتدبيره وحكمته .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا} (110)

99

والعلم كله لله . وهم لا يحيطون به علما .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا} (110)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله "يَعْلَمُ ما بينَ أيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ "يقول تعالى ذكره: يعلم ربك يا محمد ما بين أيدي هؤلاء الذين يتبعون الداعي من أمر القيامة، وما الذي يصيرون إليه من الثواب والعقاب، "وَما خَلفَهُمْ" يقول: ويعلم أمر ما خلفوه وراءهم من أمر الدنيا...

وقوله: "وَلا يُحيطُونَ بهِ علْما" يقول تعالى ذكره: ولا يحيط خلقه به علما. ومعنى الكلام: أنه محيط بعباده علما، ولا يحيط عباده به علما...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... وجائز أن يكون المراد من البين والخلف الأحوال كلها، أي عالم بجميع أحوالهم وبكل شيء يكون منهم... وجائز أن يكون المراد منه ليس البين ولا الخلف، ولكن المراد إخبار عن إحاطة علمه بهم. والله أعلم.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

لا يخفى على الحق شيءٌ مما مضى من أحوالهم ولا مِنْ آتيها، ولا يحيطون به عِلْماً. والكناية في قوله:"به" يحتمل أن يعود إلى ما بين أيديهم وما خلفهم، ويحتمل أن يعود إلى الحقِّ -سبحانه-، وهو طريقة السَّلَف؛ يقولون: يعلم الخلْقَ ولا يحيط به العلم.

التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي 741 هـ :

والصحيح عندي، أن المعنى: لا يحيطون بمعرفة ذاته إذ لا يعرف الله على الحقيقة إلا الله.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما نفي أن تقع الشفاعة بغير إذنه، علل ذلك -كما سلف في آية الكرسي- بقوله: {يعلم ما بين أيديهم} أي الخلائق وهو كل ما يعلمونه {وما خلفهم} وهو كل ما غاب عنهم علمه، أي علمه سبحانه محيط بهم، فهو يمنع قلوبهم في ذلك اليوم بما يوجد من الأسباب أن تهم بما لا يرضاه {ولا يحيطون به علماً} ليحترزوا عما يقدره عليهم، و {علماً} تمييز منقول من الفاعل، أي ولا يحيط علمهم به -قاله أبو حيان. والأقرب عندي كونه منقولاً عن المفعول الذي تعدى إليه الفعل بحرف الجر، أي ولا يحيطون بعلمه، فيكون ذلك أقرب إلى ما في آية الكرسي.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جملة {يعلَمُ ما بينَ أيديهِم وما خلفهم} مستأنفة بيانية لجواب سؤال من قد يسأل بيان ما يوجب رضى الله عن العبد الذي يأذن بالشفاعة فيه. فبُيّن بياناً إجمالياً بأن الإذن بذلك يجري على ما يقتضيه عِلم الله بسائر العبيد وبأعمالهم الظاهرة، فعبر عن الأعمال الظاهرة بما بَيْن أيديهم لأنّ شأن ما بين الأيدي أن يكون واضحاً، وعبر عن السرائر بما خلفهم لأنّ شأن ما يجعل خلف المرء أن يكون محجوباً. وقد تقدم ذلك في آية الكرسي، فهو كناية عن الظاهرات والخفيات، أي فيأذن لمن أراد تشريفه من عباده المقربين بأن يشفع في طوائف مثل ما ورد في الحديث « يخرج من النّار من كان في قلبه مثقال حبّة من إيمان»، أو بأن يشفع في حالة خاصة مثل ما ورد في حديث الشفاعة العظمى في الموقف لجميع الناس بتعجيل حسابهم.

وجملة {ولاَ يُحِيطُونَ بهِ عِلْماً} تذييل للتعليم بعظمة علم الله تعالى وضآلة علم البشر، نظير ما وقع في آية الكرسي.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

{يعلم ما بين أيديهم} أي ما هو أمامهم ويستقبلهم، {وما خلفهم}، أي ما خلفوه وقاموا به من أعمال، هذا تعبير قرآني يعبر عن الأمور الحاضرة والمستقبلة بأنها بين الأيدي، وكأن في الكلام استعارة شبّه الأمور التي تقع في الحاضر أو المستقبل بما يكون مهيأ بين أيديهم يفعلونه، والأمور الماضية التي عملوها في الماضي بما خلفهم، لأنهم تركوه فكان في أعقابهم فالله علم أعمالهم، وما تستحق من جزاء، وما قدره من عقاب، وثواب وغفران ورحمة من عنده إنه هو الغفور الرحيم الودود السميع البصير.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ولمّا كان حضور الناس في عرصات القيامة للحساب والجزاء لابدّ معه من علم الله سبحانه بأعمالهم وسلوكهم ومعاملاتهم، فإنّ الآية التالية تضيف: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً) فهو يعلم ما قدّم المجرمون وما فعلوه في الدنيا، وهو مطّلع على كلّ أفعالهم وأقوالهم ونيّاتهم في الماضي وما سيلاقونه من الجزء في المستقبل، إلاّ أنّهم لا يحيطون بعلم الله. وبهذا فإنّ إحاطة علم الله سبحانه تشمل العلم بأعمال هؤلاء وبجزائهم، وهذان الركنان في الحقيقة هما دعامة القضاء التامّ العادل، وهو أن يكون القاضي عالماً ومطّلعاً تماماً على الحوادث التي وقعت، وكذلك يعلم بحكمها وجزائها.