الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا} (110)

ثم قال تعالى : { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }[ 107 ] .

قال قتادة : ( ما بين أيديهم من أمر الشفاعة وما خلفهم من أمر الدنيا ){[45542]} .

وقيل : معناه : يعلم ما بين أيدي هؤلاء ، الذين يتبعون الداعي من أمر القيامة ، وما الذي يصيرون إليه من الثواب والعقاب ، وما خلفهم أي ما خلفوه وراءهم من أمر الدنيا .

{ ولا يحيطون به علما } أي : لا يحيط خلقه به علما ، وهو يحيط بهم علما .

وقيل : المعنى ، لا يحيطون بما بين أيديهم وما خلفهم علما . فتكون الهاء تعود على ( ما ) .

وقال الطبري{[45543]} : الضمير في أيديهم وخلفهم ، يعود على الملائكة ، وكذلك هو في يحيطون . أعلم الله بذلك الذين كانوا يعبدون الملائكة ، وأن الملائكة لا تعلم ما بين أيديها وما خلفها يوبخهم بذلك . وإن من كان هكذا ، كيف يعبد ، وأن العبادة إنما تصلح لمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو الله لا إله إلا هو .


[45542]:في الطبري 16/215. (ما بين أيديهم من أمر الساعة).
[45543]:انظر: جامع البيان 16/215.