التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا} (110)

قوله - تعالى - : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } بيان لشمول علمه - سبحانه - لكل شىء .

أى : الله - تعالى - وحده هو الذى يعلم جميع أحوال خلقه سواء ما كان منها يتعلق بما بين أيديهم من أمور الآخرة وأهوال الموقف ، أم ما كان منها يتعلق بما خلفهم من أمور الدنيا ، أما هم فإنهم لا يحيط علمهم إلا بذاته - تعالى - ولا بصفاته ، ولا بمعلوماته .

فالضمير فى قوله { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } يعود على المتبعين للداعى وهم الخلق جميعا . . .

وقيل : يعود للشافعين ، وقيل للملائكة ، والأول أولى لعمومه .