المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

13 - وحملنا نوحاً على سفينة من خشب ، وخيوط من ليف تشد ألواحها ، تجرى على الماء بحفظنا ، جزاء لنوح الذي استمر قومه على تكذيب دعوته .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

وهي تجري في رعاية الله بملاحظة أعينه . ( جزاء لمن كان كفر ) . وجحد وازدجر . وهو جزاء يمسح بالرعاية على الجفاء ، وبالتكريم على الاستهزاء . ويصور مدى القوة التي يملك رصيدها من يغلب في سبيل الله . ومن يبذل طاقته ، ثم يعود إليه يسلم له أمره وأمر الدعوة ويدع له أن ينتصر ! . . إن قوى الكون الهائلة كلها في خدمته وفي نصرته . والله من ورائها بجبروته وقدرته .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

9

المفردات :

تجري بأعيننا : بحفظنا أو بمرأى منَّا أو بأمرنا .

كُفِر : أي : جحد به ، وهو نوح عليه السلام .

التفسير :

14- { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ } .

تجري السفينة فوق مياه الطوفان ، بحكمتنا وقدرتنا ، وحفظنا وعنايتنا ، وتحت رعايتنا .

لقد استجبنا لعبدنا نوح ، الذي قدّم دعوته دائبا مستمرا ، خلال ألف سنة إلا خمسين عاما ، فقوبل بالكفران والنكران ، والإيذاء والجحود ، فأنقذناه بالسفينة تجري برعايتنا ، جزاء وإكراما لنبي كُذّب وجُحد فضله ، لقد كان نعمة على قومه فكفروها ، وكل نبي نعمة من الله على أمته .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تجري بأعيننا } بمرأى منا ، أي بكلاءة حفظ منا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

بأعيننا : بحِفظنا وحراستنا .

تجري على الماء بحِفظ اللهِ ورعايته ، وذلك جزاءً منا لنوحٍ الذي كذّبه قومه ولم يؤمنوا به .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

شرح الكلمات :

{ تجرى بأعيننا } : أي بِمرأىً منا أي محفوظة بحفظنا لها .

{ جزاء لمن كان كفر } : أي أغرقناهم انتصاراً لمن كان كفر وهو نوح كفروا نبوته وكماله

المعنى :

وقوله تعالى { تجرى } وهي حاملة لعوالم شتى { بأعيننا } أي بمرأىً منّا محفوظة بحفظنا لها وقوله { جزاء لمن كان كفر } أي أغرقناهم انتصاراً لعبدنا نوح وجزاء له على صبره مع طول الزمن لقد أقام فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } أي : تجري بنوح ومن آمن معه ، ومن حمله من أصناف المخلوقات برعاية من الله ، وحفظ [ منه ] لها عن الغرق [ ونظر ] ، وكلائه منه تعالى ، وهو نعم الحافظ الوكيل ، { جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ } أي : فعلنا بنوح ما فعلنا من النجاة من الغرق العام ، جزاء له حيث كذبه قومه وكفروا به فصبر على دعوتهم ، واستمر على أمر الله ، فلم يرده عنه راد ، ولا صده عنه{[930]}  صاد ، كما قال [ تعالى ] عنه في الآية الأخرى : { قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ } الآية .

ويحتمل أن المراد : أنا أهلكنا قوم نوح ، وفعلنا بهم ما فعلنا من العذاب والخزي ، جزاء لهم على كفرهم وعنادهم ، وهذا متوجه على قراءة من قرأها بفتح الكاف


[930]:- في ب: ولا صده عن ذلك صاد.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

قوله تعالى : { تجري بأعيننا } أي : بمرأى منا . وقال مقاتل بن حيان : بحفظنا ، ومنه قولهم للمودع : عين الله عليك . وقال سفيان : بأمرنا . { جزاءً لمن كان كفر } يعني : فعلنا به وبهم من إنجاء نوح وإغراق قومه ثواباً لمن كان كفر به وجحد أمره ، وهو نوح عليه السلام ، وقيل : " من " بمعنى " ما " ، أي : جزاء لما كان كفر من أيادي الله ونعمه عند الذين أغرقهم ، أو جزاء لما صنع بنوح وأصحابه . وقرأ مجاهد : جزاء لمن كان كفر بفتح الكاف والفاء ، يعني كان الغرق جزاء لمن كان كفر بالله وكذب رسوله .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تجري بأعيننا } بمرأى منا وحفظ { جزاء لمن كان كفر } يعني نوحا أي فعلنا ذلك ثوابا له اذ كفر به وكذب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

قوله تعالى : " تجري بأعيننا " أي بمرأى منا . وقيل : بأمرنا . وقيل : بحفظ منا وكلاءة : وقد مضى في " هود{[14463]} " . ومنه قول الناس للمودع : عين الله عليك ، أي حفظه وكلاءته . وقيل : بوحينا . وقيل : أي بالأعين النابعة من الأرض . وقيل : بأعين أوليائنا من الملائكة الموكلين بحفظها ، وكل ما خلق الله تعالى يمكن أن يضاف إليه . وقيل : أي تجري بأوليائنا ، كما في الخبر : مرض عين من عيوننا فلم تعده . " جزاء لمن كان كفر " أي جعلنا ذلك ثوابا وجزاء لنوح على صبره على أذى قومه وهو المكفور به ، فاللام في " لمن " لام المفعول له ، وقيل : " كفر " أي جحد ، ف " من " كناية عن نوح . وقيل : كناية عن الله والجزاء بمعنى العقاب ، أي عقابا لكفرهم بالله تعالى .

وقرأ يزيد بن رومان وقتادة ومجاهد وحميد " جزاء لمن كان كفر " بفتح الكاف والفاء بمعنى : كان الغرق جزاء وعقابا لمن كفر بالله ، وما نجا من الغرق غير عوج بن عنق{[14464]} ، كان الماء إلى حجزته . وسبب نجاته أن نوحا احتاج إلى خشبة الساج لبناء السفينة فلم يمكنه حملها ، فحمل عوج تلك الخشبة إليه من الشام فشكر الله له ذلك ، ونجاه من الغرق .


[14463]:راجع جـ 9 ص 30.
[14464]:عوج بن عنق هو المشهور والذي صوبه صاحب القاموس هو ابن عوق لا عنق.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تجري بأعيننا } عبارة عن حفظ الله ورعيه لها .

{ جزاء لمن كان كفر } أي : جزاء لنوح : وقيل : جزاء لله تعالى والأول أظهر وانتصب جزاء على أنه مفعول من أجله والعامل فيه ما تقدم من فتح أبواب السماء وما بعده من الأفعال أي : جعلنا ذلك كله جزاء لنوح ويحتمل أن يكون قوله كفر من الكفر بالدين والتقدير لمن كفر به فحذف الضمير أو يكون من الكفر بالنعمة لأن نوحا عليه السلام نعمة من الله كفرها قومه فلا يحتاج على هذا إلى الضمير المحذوف .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

ولما كان ذلك خارقاً للعادة فكان يمكن أن يكون في السفينة خارق آخر بإسكانها على ظهر الماء من غير حركة ، بين أن الأمر ليس كذلك فقال مظهراً خارقاً آخر في جريها : { تجري } أي السفينة { بأعيننا } أي محفوظة أن تدخل بحر الظلمات ، أو يأتي عليها غير ذلك من الآفات ، بحفظنا على ما لنا من العظمة حفظ من ينظر الشيء كثرة ولا يغيب عنه أصلاً ، وجوزوا أن يكون جمع تكسير لعين الماء ، ثم علل ذلك بقوله : { جزاء } أي لعبدنا نوح عليه السلام ، ولكنه عبر هنا بما يفهم العلة ليحذر السامع وقوع مثل ذلك العذاب له إن وقع منه مثل فعل قومه فقال : { لمن } وعبر عن طول زمان كفرهم بقوله : { كان كفر * } أي وقع الكفر به وهو أجل النعم ، فقال على أهل ذلك الزمان وذلك جزاء من كفر النعم ، ويجوز أن يكون المراد به قومه بين أنه وقع الكفر منهم وقوعاً كأنهم مجبولون عليه حتى كأنه وقع عليهم لتوافق قراءة{[61759]} مجاهد بالبناء . للفاعل .


[61759]:- راجع نثر المرجان 7 /120.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

{ تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر }

{ تجري بأعيننا } بمرأى منا ، أي محفوظة { جزاءً } منصوب بفعل مقدر ، أي أغرقوا انتصاراً { لمن كان كفر } وهو نوح عليه السلام ، وقرئ كفر بالبناء للفاعل ، أي أغرقوا عقاباً .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

تجري بمرأى منا وحفظ ، وأغرقنا المكذبين ؛ جزاء لهم على كفرهم وانتصارًا لنوح عليه السلام . وفي هذا دليل على إثبات صفة العينين لله سبحانه وتعالى ، كما يليق به .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ} (14)

قوله : { تجري بأعيينا } أي تجري السفينة وسط المياه العظيمة المائجة المضطربة { بأعيننا } أي بحفظنا وكلاءتنا ، وعلى مرأى منا فلا يمسهم سوء ولا أذى . وهذه واحدة من معجزات كونية مقدورة قد كتبها الله لتنجيه الفئة القليلة من المؤمنين . وذلكم النصر يكتبه الله لعباده المؤمنين المتقين الصابرين الذين تحيط بهم الشدائد والمخاوف والمكاره من كل جانب ، وهم بالرغم من كل ذلك سائرون على هدى من الله ، ما ضون على طريقه المستقيم ، يدعون الناس إلى منهج الله القويم ، ثابتين صابرين غير مرتابين ولا مترددين .

قوله : { جزاء لمن كان كفر } جزاء ، منصوب على أنه مفعول لأجله . أي فعل الله بقوم نوح ما فعل من التغريق والاستئصال بالطوفان ، عقابا لهم على كفرهم بالله وجحودهم آلاءه ونعمه وتكذيبهم ورسوله ، وصدهم عن سبيله صدودا .