في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ} (7)

1

وتزويج النفوس يحتمل أن يكون هو جمع الأرواح بأجسادها بعد إعادة إنشائها . ويحتمل أن يكون ضم كل جماعة من الأرواح المتجانسة في مجموعة ، كما قال في موضع آخر : ( وكنتم أزواجا ثلاثة )أي صنوفا ثلاثة هم المقربون وأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة . أو في غير ذلك من التشكيلات المتجانسة !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ} (7)

وقوله : وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : ألحق كلّ إنسان بشكله ، وقرن بين الضّرَباء والأمثال . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سماك ، عن النعمان بن بشير ، عن عمر رضي الله عنه وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : هما الرجلان يعملان العمل الواحد يدخلان به الجنة ، ويدخلان به النار .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : هما الرجلان يعملان العمل ، فيدخلان به الجنة ، وقال : احْشُرُوا الّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ، قال : ضرباءهم .

حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وَإذَا النّفْوسُ زُوّجَتْ قال : هما الرجلان يعملان العمل ، يدخلان به الجنة أو النار .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير يقول : سمعت عمر بن الخطاب وهو يخطب ، قال : وكُنْتُمْ أزْوَاجا ثَلاثَةً فأصحَابُ المَيْمَنَةِ ما أصحَابُ المَيْمَنَةِ وأصحَابُ المَشأَمَة ما أصحَابُ المَشأَمَةِ والسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولَئِكَ المُقَرّبُونَ ثم قال : وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : أزواج في الجنة ، وأزواج في النار .

حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن النعمان بن بشير ، قال : سُئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن قول الله : وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : يُقْرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة ، وبين الرجل السّوء مع الرجل السّوء في النار .

حدثني محمد بن خلف ، قال : حدثنا محمد بن الصباح الدّولابيّ ، عن الوليد ، عن سماك ، عن النعمان بن بشير ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم والنعمان عن عمر قال : وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : الضّرَباء كلّ رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله ، وذلك أن الله يقول : وكُنْتُمْ أزْوَاجا ثَلاثَةً فأصحَابُ المَيْمَنَةِ ما أصحَابُ المَيْمَنَةِ وأصحَابُ المَشأَمَةِ ما أصحَابُ المَشأَمَةِ والسّابِقُونَ السّابِقُونَ قال : هم الضّرَباء .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : ذلك حين يكون الناس أزواجا ثلاثة .

حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا هوذة ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : ألحق كلّ أمرىء بشيعته .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : وَإذَا النّفُوسُ زوّجَتْ قال : الأمثالُ من الناسُ جُمع بَينهم .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : لحق كلّ إنسان بشيعته ، اليهود باليهود ، والنصارى بالنصارى .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلى ، عن الربيع بن خيثم وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : يحشر المرء مع صاحب عمله .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلى ، عن الربيع ، قال : يجيء المرء مع صاحب عمله .

وقال آخرون : بل عُنِي بذلك أن الأرواح ردّت إلى الأجساد فزوّجت بها : أي جعلت لها زوجا . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن أبي عمرو ، عن عكرِمة وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : الأرواح تَرجع إلى الأجساد .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عديّ ، عن داود ، عن الشعبيّ أنه قال في هذه الاَية : وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : زوّجت الأجساد فرُدّت الأرواح في الأجساد .

حدثني عبيد بن أسباط بن محمد ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن عكرِمة وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : ردّت الأرواح في الأجساد .

حدثني الحسن بن زريق الطهوي ، قال : حدثنا أسباط ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، مثله .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا داود ، عن الشعبيّ ، في قوله : وَإذَ النّفُوسُ زُوّجَتْ قال : زوّجت الأرواح الأجساد .

وأولى التأويلين في ذلك بالصحة ، الذي تأوّله عمر بن الخطاب رضي الله عنه للعلة التي اعتلّ بها ، وذلك قول الله تعالى ذكره : وكنْتُمْ أزْوَاجا ثَلاثَةً ، وقوله : احْشُرُوا الّذِينَ ظَلمُوا وأزْوَاجَهُمْ وذلك لا شكّ الأمثال والأشكال ، في الخير والشرّ ، وكذلك قوله : وَإذَا النّفُوسُ زُوّجَتْ بالقُرَناء والأمثال في الخير والشرّ .

وحدثني مطر بن محمد الضبي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهديّ ، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله : إذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ قال : سيأتي أوّلها والناس ينظرون ، وسيأتي آخرها إذا النفوس زوّجت .