اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ} (7)

قوله تعالى : { وَإِذَا النفوس زُوِّجَتْ } .

العامة : على تشديد «الواو » من «زوَّجت » من التزويج .

وروي عن عاصم{[59456]} : «زُوْوجَتْ » على وزن «فُوعِلتْ » .

قال أبو حيان{[59457]} : «والمُفاعَلةُ » تكون من اثنين .

قال شهابُ الدِّين{[59458]} : وهي قراءةٌ مشكلةٌ ؛ لأنَّه لا ينبغي أن يلفظ بواو ساكنة ، ثم أخرى مكسورة ، وقد تقدم أنه متى اجتمع مثلان ، وسكن أولهما وجب الإدغام حتى في كلمتين ، ففي كلمة واحدة أولى .

فصل في المراد بالآية

قال النُّعمانُ بنُ بشيرٍ : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وإذَا النُّفوسُ زُوِّجَتْ } قال : «يُقْرَنُ كُل رجُلٍ مَعَ كُلِّ قومٍ كَانُوا يَعْملُونَ كعَملهِ{[59459]} » .

قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : يقرن الفاجرُ مع الفاجر ، ويقرن الصالحُ مع الصالحِ{[59460]} .

وقال ابن عباس رضي الله عنه : ذلك حين يكون الناس أزواجاً ثلاثة : السَّابقون زوج صِنْفاُ ، وأصحاب اليمين زوجٌ ، وأصحاب الشِّمال زوجٌ{[59461]} .

وعنه أيضاً قال : زوجت نفوس المؤمنين بالحُورِ العينِ ، وقُرِنَ الكفَّار والمنافقون بالشَّياطينِ{[59462]} .

وقال الزجاجُ : قُرنَت النفوسُ بأعمالها .

وقيل : قرنت الأرواح بالأجساد أي : وقت ردت إليها قاله عكرمة .

وقيل غير ذلك .


[59456]:ينظر : المحرر الوجيز 5/442، والبحر المحيط 8/424، والدر المصون 6/485.
[59457]:البحر المحيط 8/424.
[59458]:ينظر: الدر المصون 6/485.
[59459]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/527) وعزاه إلى ابن مردويه.
[59460]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/462) والحاكم (2/515 -516) عن النعمان بن بشير عن عمر ابن الخطاب. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/527) وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في "البعث" وأبي نعيم "الحلية".
[59461]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/151).
[59462]:ينظر: المصدر السابق.