فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ} (7)

{ وإذا النفوس زوجت } أي قرنت بأجسادها أي ردت الأرواح إلى أبدانها ، وهذا بناء على أن التزويج بمعنى جعل الشيء زوجا ، والنفوس على هذا بمعنى الأرواح وقيل معناه قرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح في الجنة ، وقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار كذلك تزويج الأنفس ، قاله عمر بن الخطاب ، وأخرج نحوه ابن مردويه عن النعمان بن بشير مرفوعا .

وقال عطاء زوجت نفوس المؤمنين بالحور العين ، وقرنت نفوس الكافرين بالشياطين ، وقيل قرن كل شكل إلى شكله في العمل ، وهو راجع إلى القول الثاني .

وقيل قرن كل رجل إلى من كان يلازمه من ملك أو سلطان كما في قوله { أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم } وقال الحسن ألحق كل امرئ بشيعته ، اليهود باليهود والنصارى بالنصارى والمجوس بالمجوس ، وكل من كان يعبد شيئا من دون الله يلحق بعضهم ببعض ، والمنافقون بالمنافقين والمؤمنين بالمؤمنين .

وقيل يقرن الغاوي بمن أغواه من شيطان أو إنسان ، ويقرن المطيع بمن دعاه إلى الطاعة من الأنبياء والمؤمنين .

وقيل قرنت النفوس بأعمالها وكتبها فأصحاب اليمين زوج . وأصحاب الشمال زوج ، والسابقون زوج .