المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرۡدٗا وَلَا شَرَابًا} (24)

24- لا يذوقون فيها نسيماً ينفس عنهم حرها ، ولا شراباً يسكن عطشهم فيها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرۡدٗا وَلَا شَرَابًا} (24)

وهم إذا وردوها{[1338]} { لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا } أي : لا ما يبرد جلودهم ، ولا ما يدفع ظمأهم .


[1338]:- في ب: فإذا وردوها.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرۡدٗا وَلَا شَرَابًا} (24)

قال أبو عبيدة والكسائي والفضل بن خالد ومعاذ النحوي : «البرد » في هذه الآية : النوم ، والعرب تسمه بذلك لأنه يبرد سؤر العطش ، ومن كلامهم منع البرد البرد{[11582]} ، وقال جمهور الناس : «البرد » في الآية : مسر الهواء البارد وهو القر ، أي لا يمسهم منه ما يستلذ ويكسر غرب الحر ، فالذوق على هذين القولين مستعار ، وقال ابن عباس : «البرد » : الشراب المستلذ ، ومنه قول حسان بن ثابت : [ الكامل ]

يسقون من ورد البريص عليهمُ . . . بردى يصفق بالرحيق السلسل{[11583]}

ومنه قول الآخر : [ الطويل ]

أماني من سعدى حسان كأنما . . . سقتني بها سعدى على ظمأ بردا{[11584]}


[11582]:يعني: أذهب البرد النوم.
[11583]:هذا البيت من قصيدة لحسان مطلعها: (أسألت رسم الدار أم لم تسأل)؟ والبريص: موضع بالشام كان موطن آل جفنة، وبردى: نهر دمشق، ولو أن المؤلف هنا يستشهد بالبيت على أن البرد هو الشراب البارد المستلذ، والرحيق: الخمر، ويصفق: يمزج بالخمر، والسلسل: السهل اللين. وقد روي البيت: (كأسا يصفق) في الخزانة، والمعرب، ومنتخبات من أخبار اليمن، وروي في طبقات الشعراء: (خمرا يصفق)، وفي اللسان (بردى تصفق).
[11584]:ذكر صاحب أمالي القالي أن الرياشي أنشد لرجل من بني الحارث هذين البيتين: منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا أماني من سعدى حسان كأنما سقتك بها سعدى على ظماء بردا أي شرابا باردا مستلذا.