الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرۡدٗا وَلَا شَرَابًا} (24)

قوله : { لاَّ يَذُوقُونَ } : فيه أوجهٌ ، أحدُها : أنه متسأنفٌ أخبر عنهم بذلك . الثاني : أنه حالٌ من الضمير في " لابثين " أي : لابِثين غيرَ ذائقين ، فهي حالٌ متداخلةٌ . الثالث : أنه صفةٌ لأَحْقاب . قال مكي : " واحتمل الضميرَ لأنه فِعْلٌ ، فلم يجبْ إظهارُه ، وإن كان قد جَرَى صفةً على غير مَنْ هُوَ له ، وإنما جاز أَنْ يكونَ نعتاً ل " أحقاب " لأجْل الضميرِ العائدِ على الأَحْقاب في " فيها " ولو كان في موضع " يَذُوْقون " اسمُ فاعلٍ لكان لا بُدَّ مِنْ إظهارِ الضميرِ إذا جَعَلْتَه وصفاً لأَحْقاب " . الرابع : أنه تفسيرٌ لقولِه " أحقاباً " إذا جَعَلْتَه منصوباً على الحالِ بالتأويلِ الذي تقدَّم ذِكْرُه عن الزمخشريِّ فإنه قال : " وقولُه : لا يَذوقون فيها بَرْداً ولا شَراباً تفسيرٌ له . الخامس : أنه حالٌ أخرى مِنْ " للطَّاغين " ك " لابِثين " .