غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرۡدٗا وَلَا شَرَابًا} (24)

1

والبرد معروف أي لا يجدون هواء بارداً ولا ماء بارداً . وقال الأخفش والفراء : هو النوم ولذلك أن البرد لازم للنوم ولهذا يسكن العطش . وسببه توجه الحرارة الغريزية إلى الباطن عند فتور الحواس الظاهرة والحركات الاختيارية وفي أمثالهم " منع البرد البرد " أي أصابني من البرد ما منعني من النوم . وقد يضعف هذا القول أنهم لا يقولون ذقت البرد ويقولون " ذقت الكرى " وبأنهم يجدون الزمهرير فكيف يصح نفي البرد عنهم . وقد يجاب عن الأول بأن الذوق في الصورتين مجاز فأي ترجيح لأحدهما على الآخر . وعن الثاني بأن المراد برد له روح لا الذي فيه عذاب . والحميم الماء البالغ في الحرارة ، والغساق صديد أهل النار .

/خ40