النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرۡدٗا وَلَا شَرَابًا} (24)

{ لا يَذُوقونَ فيها بَرداً ولا شَراباً } في البرد ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه برد الماء ، وبرد الهواء ، وهو قول كثير من المفسرين .

الثاني : أنه الراحة ، قاله قتادة .

الثالث : أنه النوم ، قاله مجاهد والسدي وأبو عبيدة .

وأنشد قول الكندي :

بَرَدَتْ مَراشِفُها علىَّ فَصَدَّني *** عنها وعن تَقْبيلِها البَرْدُ

يعني النوم .

والشراب ها هنا : العذاب .

ويحتمل أن يريد بالشراب الري{[3181]} ، لأن الشراب يروي وهم فيها عطاش أبداً .


[3181]:وهذا من باب تسمية الشيء سببه، لأن الشراب سبب للري، ومثله قول العرب: رعينا الغيث أي الكلأ الذي سببه الغيث.