ثم قال : { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ } هذا تفسير الوعيد المتقدم ، وهو قوله : { كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ } تَوعَّدَهم بهذا الحال ، وهي رؤية النار{[30469]} التي إذا زفرت زفرة خَرَّ كل ملك مقرب ، ونبي مرسل على ركبتيه ، من المهابة والعظمة ومعاينة الأهوال ، على ما جاء به الأثر المروي في ذلك .
ثم أخبر تعالى الناس أنهم يرون الجحيم ، وقرأ ابن عامر والكسائي : «لتُرون » بضم التاء ، وقرأ الباقون بفتحها ، وهي الأرجح ، وكذلك في الثانية ، وقرأ علي بن أبي طالب بفتح التاء الأولى وضمها في الثانية ، وروي ضمها عن ابن كثير وعاصم . و «ترون » أصله ترأيون نقلت حركة الهمزة إلى الراء ، وقلبت الياء ألفاً لحركتها بعد مفتوح ، ثم حذفت الألف لسكونها وسكون الواو بعدها ، ثم جلبت النون المشددة فحركت الواو بالضم لسكونها وسكون النون الأولى من المشددة إذ قد حذفت نون الإعراب للبناء . وقال ابن عباس : هذا خطاب للمشركين ، فالمعنى على هذا أنها رؤية دخول وصلي وهو " عين اليقين " . وقال آخرون : الخطاب للناس كلهم ، فهي كقوله تعالى { وإن منكم إلا واردها }{[11966]} فالمعنى أن الجميع يراها ، ويجوز الناجي ، ويتكردس فيها الكافر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.