جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
الذي خلق الأشياء فسوّى خلقها ، وعدّلها والتسوية: التعديل . ...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أحدها : أن يكون سوّاه على ما قدره خلافا لأفعال الخلق لأن الفعل من الخلق يخرج مرة سويا على ما قدّره ، ومرة بخلافه .
الثاني : أن يكون سوى الخلق كله في دلالة وحدانيته وشهادته ؛ فما من خلق خلقه إلا إذا تفكر فيه العاقل دلت خلقته على معرفة الصانع ووحدانية الرب .
الثالث : أن يكون سوّاه على ما فيه مصلحته ومنفعته .
الرابع : أن يكون سواه على ما له خلق . ألا ترى أن الإنسان إذا أمر بالركوع والسجود ، خلقه من وجه يتمكن من الركوع والسجود ؟ فهذا معنى قولنا : إنه سواه على ما له خلق ، والله أعلم . ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
أي خلق كل شيء فسوّى خلقه تسوية ، ولم يأت به متفاوتا غير ملتئم ، ولكن على إحكام واتساق ، ودلالة على أنه صادر عن عالم ، وأنه صنعة حكيم . ...
أما قوله تعالى : { الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى } فاعلم أنه سبحانه وتعالى لما أمر بالتسبيح ، فكأن سائلا قال : الاشتغال بالتسبيح إنما يكون بعد المعرفة ، فما الدليل على وجود الرب ؟ فقال : { الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى } واعلم أن الاستدلال بالخلق والهداية هي الطريقة المعتمدة عند أكابر الأنبياء عليهم السلام ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ الذي خلق } أي أوجد من العدم أي له صفة الإيجاد لكل ما أراده لا يعسر عليه شيء { فسوّى } أي أوقع مع الإيجاد وعقبه التسوية في كل خلق بأن جعل له ما يتأتى معه كماله ويتم معاشه ، وعدل بين الأمزجة الأربعة الماء والهواء والنار بعد أن قهرها على الجمع مع التضاد لئلا تتفاسد ، وذلك بالعلم التام والقدرة الكاملة دلالة على تمام حكمته وفعله بالاختيار .
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وجملة : { الذي خلق فسوى } اشتملت على وصفين : وصف الخلق ووصف تسويه الخلق ، وحذف مفعول { خلق } فيجوز أن يقدر عامّاً ، وهو ما قدره جمهور المفسرين ، وروي عن عطاء ، وهو شأن حذف المفعول إذا لم يدل عليه دليل ، أي خلق كل مخلوق فيكون كقوله تعالى حكاية عن قول موسى : { ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } [ طه : 50 ] . ويجوز أن يقدر خاصاً ، أي خلق الإنسان كما قدره الزجاج ، أو خلق آدم كما روي عن الضحاك ، أي بقرينة قرن فعل { خلق } بفعل « سوى » قال تعالى : { فإذا سويته ونفخت فيه من روحي } [ الحجر : 29 ] الآية . وعطف جملة : { فسوى } بالفاء دون الواو للإِشارة إلى أن مضمونها هو المقصود من الصلة وأن ما قبله توطئة له .....فالفاء من قوله : { فسوى } للتفريع في الذكر باعتبار أن الخلق مقدم في اعتبار المعتبر على التسويه ، وإن كان حصول التسويه مقارناً لحصول الخلق . والتسوية : تسويةُ ما خلقَه فإن حمل على العموم فالتسوية أنْ جعل كل جنس ونوع من الموجودات معادِلاً ، أي مناسباً للأعمال التي في جبلته... ولكونه مقارناً للخلقة عطف على فعل { خلق } بالفاء المفيدة للتسبب ، أي ترتَّبَ على الخَلق تسويتُه . والتقديرُ : وضْعُ المقدارِ وإيجادُه في الأشياء في ذواتها وقواها ، يقال : قَدَّر بالتضعيف وقدَر بالتخفيف بمعنىً . وقرأ الجمهور بالتشديد وقرأها الكسائي وحده بالتخفيف . والمقدار : أصله كمية الشيء التي تُضبط بالذرع أو الكيل أو الوزن أو العَدّ ، وأطلق هنا على تكوين المخلوقات على كيفيات منظّمة مطردة من تركيب الأجزاء الجسدية الظاهرة مثل اليدين ، والباطنة مثل القلب ، ومن إيداع القُوى العقلية كالحس والاستطاعة وحِيلَ الصناعة . ...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
وبعد ذكر هاتين الصفتين ( الربّ والأعلى ) ، تذكر الآيات التالية خمس صفات تبيّن ربوبية اللّه العليا . . : ( الذي خلق فسوّى ) ( سوّى ) : من ( التسوية ) ، وهي الترتيب والتنظيم ، ويضم هذا المفهوم بين جناحيه كلّ أنظمة الوجود ، مثل : النظام السماوي بنجومه وكواكبه ، والأنظمة الحاكمة على المخلوقات في الأرض ، ولاسيما الإنسان من حيث الروح والبدن . ... أمّا ما قيل ، من كونها إشارة إلى نظام اليد أو العين أو اعتدال القامة ، فهذا في واقعه لا يتعدى أن يكون إلاّ بيانا لمصداق محدود من مصاديق هذا المفهوم الواسع . وعلى أيّة حال ، فنظام عالم الخليقة ، بدءاً من أبسط الأشياء ، كبصمات الأصابع التي أشارت إليها الآية ( 4 ) من سورة القيامة ( بلى قادرين على أن نسوّي بنانه ) ، وانتهاءً بأكبر منظومة سماوية ، كلها شواهد ناطقة على ربوبية اللّه سبحانه وتعالى ، وأدلة إثبات قاطعة على وجوده عزّ وجلّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.