تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ} (2)

الآية 2 : وقوله تعالى : { الذي خلق فسوى } يحتمل أوجها :

أحدها : أن يكون سوّاه على ما قدره خلافا لأفعال الخلق لأن الفعل من الخلق يخرج مرة سويا على ما قدّره ، ومرة بخلافه .

[ الثاني : أن ]{[23503]} يكون سوى الخلق كله في دلالة وحدانيته وشهادته ؛ فما من خلق خلقه إلا إذا تفكر فيه العاقل دلت خلقته على معرفة الصانع ووحدانية الرب .

[ الثالث : أن يكون ]{[23504]} سوّاه على ما فيه مصلحته ومنفعته .

[ الرابع : أن يكون ]{[23505]} سواه على ما له خلق .

ألا ترى أن الإنسان إذا أمر بالركوع والسجود ، خلقه من وجه يتمكن من الركوع والسجود ؟ فهذا معنى قولنا : إنه سواه على ما له خلق ، والله أعلم .


[23503]:في الأصل وم: أو.
[23504]:في الأصل وم: أو.
[23505]:في الأصل وم: أو.