ولما أمر تعالى بالتسبيح فكان سائلاً قال : الاشتغال بالتسبيح إنما يكون بعد المعرفة فما الدليل على وجود الرب تعالى ؟ فقال تعالى : { الذي خلق فسوى } . أي : أوجد من العدم فله صفة الإيجاد لكل ما أراده لا يعسر عليه شيء { فسوّى } أي : مخلوقه . وقال الرازي : يحتمل أن يريد الناس خاصة ، ويحتمل أن يريد الحيوان ، ويحتمل أن يريد كل شيء خلقه تعالى ، فمن حمله على الإنسان ذكر للتسوية وجوهاً : أحدها : اعتدال قامته وحسن خلقه ، كما قال تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } [ التين : 4 ] وأثنى على نفسه بسبب خلقه إياه بقوله تعالى : { فتبارك الله أحسن الخالقين } [ المؤمنون : 14 ] . ثانيها : كل حيوان مستعدّ لنوع واحد من الأعمال فقط ، أمّا الإنسان فإنه خلق بحيث يمكنه أن يأتي بجميع الأعمال بواسطة الآلات . ثالثها : أنه تعالى هيأه للتكليف والقيام بأداء العبادات . وقال بعضهم : خلق في أصلاب الآباء وسوّى في أرحام الأمّهات .
ومن حمله على جميع الحيوانات فمعناه : أنه أعطى كل حيوان ما يحتاج إليه من الآلات والأعضاء ، ومن حمله على جميع المخلوقات كان المراد من التسوية : هو أنه تعالى قادرٌ على كل الممكنات ، عالمٌ بجميع المعلومات ، يخلق ما أراد على وفق إرادته موصوفاً بالأحكام والإتقان ، مبرّأٌ عن النقص والاضطراب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.