وقوله - سبحانه - { مَتَاعٌ في الدنيا } بيان لتفاهة ما يحرصون عليه من شهوات الحياة الدنيا ، وهو خبر لمبتدأ محذوف .
أى : أن ما يتمتعون به في الدنيا من شهوات وملذات ، هو متاع قليل مهما كثر ، لأنه إلى فناء واندثار .
ثم بين - سبحانه - سوء مصيرهم بعد أن غرتهم الدنيا بشهواتها فقال : { ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العذاب الشديد بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } .
أى : ثم إلينا لا إلى غيرنا مرجعهم يوم القيامة ، ثم نحاسبهم حساباً عسيراً على أقوالهم الذميمة ، وأفعالهم القبيحة ، ثم نذيقهم العذاب الشديد بسبب كفرهم بآياتنا ، وتكذيبهم لنبينا - صلى الله عليه وسلم - .
وبذلك رنى أن هذه الآيات الكريمة ، قد مدحت أولياء الله الصالحين ، وبشرتهم بالسعادة الدنيوية والأخروية ، وأقامت الأدلة على قدرة الله النافذة ورحمته الواسعة ، وردت على افتراءات المشركين بما يبطل أقوالهم ، ويفضح مزاعمهم .
( متاع في الدنيا . ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ) . .
مجرد متاع واط . وهو متاع قصير الأمد . وهو متاع مقطوع لأنه لا يتصل بالمتاع اللائق بالبشرية في الدار الآخرة . إنما يعقبه ( العذاب الشديد ) ثمرة للانحراف عن سنن اللّه الكونية المؤدية إلى المتاع العالي اللائق ببني الإنسان .
ثم توعد تعالى الكاذبين عليه المفترين ، ممن زعم أنه له ولدا ، بأنهم لا يفلحون في الدنيا ولا في الآخرة ، فأما في الدنيا فإنهم إذا استدرجهم وأملى لهم متعهم قليلا ثم يضطرهم إلى عذاب غليظ ، كما قال ها هنا : { مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا } أي : مدة قريبة ، { ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } أي : يوم القيامة ، { ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ } أي : الموجع المؤلم { بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } أي : بسبب كفرهم وافترائهم وكذبهم على الله ، فيما ادعوه من الإفك والزور .
القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ إِنّ الّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدّنْيَا ثُمّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } .
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قُلْ يا محمد لهم إنّ الّذِينَ يَفْتَرونَ على الله الكَذبَ فيقولون عليه الباطل ، ويدّعون له ولدا لا يُفْلحُونَ يقول : لا يبقون في الدنيا ، ولكن لهم مَتاعٌ فِي الدّنْيا يُمتّعون به ، وبلاغ يتبلغون به إلى الأجل الذي كتب فناؤهم فيه . ثمّ إلَيْنا مَرْجِعُهُمْ يقول : ثم إذا انقضى أجلهم الذي كتب لهم إلينا مصيرهم ومنقلبهم . ثمّ نُذِيقُهُم العَذَاب الشّدِيد وذلك إصلاؤهم جهنم بِمَا كانُوا يَكْفُرونَ بالله في الدنيا ، فيكذّبون رسله ويجحدون آياته . ورفع قوله : متاعٌ بمضمر قبله إما «ذلك » وإما «هذا » .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{متاع في الدنيا}، يعني بلاغ في الحياة الدنيا،
{ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون}.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 69]
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قُلْ يا محمد لهم "إنّ الّذِينَ يَفْتَرونَ على الله الكَذبَ "فيقولون عليه الباطل، ويدّعون له ولدا "لا يُفْلحُونَ" يقول: لا يبقون في الدنيا، ولكن لهم "مَتاعٌ فِي الدّنْيا" يُمتّعون به، وبلاغ يتبلغون به إلى الأجل الذي كتب فناؤهم فيه. "ثمّ إلَيْنا مَرْجِعُهُمْ" يقول: ثم إذا انقضى أجلهم الذي كتب لهم، إلينا مصيرهم ومنقلبهم. "ثمّ نُذِيقُهُم العَذَاب الشّدِيد" وذلك إصلاؤهم جهنم "بِمَا كانُوا يَكْفُرونَ" بالله في الدنيا، فيكذّبون رسله ويجحدون آياته...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي: ذلك لهم متاع في الدنيا، ليس لهم متاع في الآخرة.
(ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ): يخاطب رسوله بذلك لم يخاطبهم إلينا مرجعكم، فهو -والله أعلم- لما اشتد على رسول اللَّه ما افتروا به على اللَّه يقول: إلينا مرجعهم فنجزيهم جزاء افترائهم. والثاني: يقول: إلينا مرجعهم فنذيقهم العذاب الشديد، لا ما طمعوا من الشفاعة عندنا والزلفى، واللَّه أعلم.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
... وإنما خص بالدنيا لئلا يغتر به. والمتاع: ما يقع به الانتفاع من أثاث أو غيره. والانتفاع: حصول الالتذاذ. وإنما جاز أن يمتعوا في الدنيا دون الآخرة، لأن الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء، ولذلك كان التكليف في الدنيا دون الآخرة. وقوله "ثم الينا مرجعهم "فالمرجع: المصير إلى الشيء بعد الذهاب عنه، فهؤلاء ابتدأهم الله ثم يصيرون إلى الهلاك بالموت، ثم يرجعون بالإنشاء ثانية. وقوله "ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون" معناه إنا لا نقتصر على بعثهم بعد موتهم بل نوصل إليهم العذاب الشديد وننزله بهم جزاء بما كانوا يكفرون في دار الدنيا.
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
ليس لهم بما هم فيه استمتاع، إنما هو أيامٌ قليلة ثم تتبعها آلامٌ طويلة، فلا قَدَمٌ لهم بعد ذلك تُرْفَع، ولا نَدَمٌ ينفع.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{متاع فِي الدنيا} أي افتراؤهم هذا منفعة قليلة في الدنيا، وذلك حيث يقيمون رياستهم في الكفر ومناصبة النبي صلى الله عليه وسلم بالتظاهر به، ثم يلقون الشقاء المؤبد بعده.
ومن الناس من إذا فاز بشيء من المطالب العاجلة والمقاصد الخسيسة، ظن أنه قد فاز بالمقصد الأقصى، والله سبحانه أزال هذا الخيال بأن قال: إن ذلك المقصود الخسيس متاع قليل في الدنيا، ثم لا بد من الموت، وعند الموت لا بد من الرجوع إلى الله وعند هذا الرجوع لا بد من أن يذيقه العذاب الشديد بسبب ذلك الكفر المتقدم، وهذا كلام في غاية الانتظام ونهاية الحسن والجزالة، والله أعلم.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ثم بين عدم الفلاح بقوله: {متاع} أي لهم، ونكره إشارة إلى قلته كما قال في الآية الأخرى {متاع قليل} وأكد ذلك بقوله: {في الدنيا} لأنها دار ارتحال، وما كان إلى زوال وتلاش واضمحلال كان قليلاً وإن تباعد مدّه وتطاولت مُدَده وجل مَدَده، وزاد على الحصر عَدده...
تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :
{مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا} هذا جواب لسؤال مقدر قد يرد على نفي فلاحهم بالإطلاق الذي يدخل فيه منافع الدنيا، والمفترون على الله بكل نوع من أنواع الافتراء المقبولة عند الجاهلين لهم كثير من المنافع المادية والمعنوية من هؤلاء المساكين، وأكثر البشر لا يزالون جاهلين يخضعون لهؤلاء الزعماء الملبسين، فهو يقول: هذا متاع قليل -أو لهم متاع- في الدنيا حقير، يتلهون به في حياة قصيرة، فأما قلته وحقارته فيدل عليها تنكيره مع القرينة، وأما قصر الحياة التي يكون في بعضها فمعلوم بالاختبار، فمهما يبلغ هذا المتاع من كثرة المال وعظمة الجاه في هذه الحياة فلا يكون إلا قليلا بالنسبة إلى ما عند الله في الآخرة للصادقين المتقين كما صرحت به الآيات الكثيرة، وبالنسبة إلى ما لهم من ضد ذلك كما صرح به في قوله: {ثم إلينا مرجعهم} بالبعث بعد الموت، وما فيه من أهوال الحشر والحساب والعرض.
{ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ} بآياتنا ونعمنا، وبالافتراء علينا، وتكذيب رسلنا، أو الكذب عليهم بعد أن تقوم عليهم الحجة في الحساب بأنهم يستحقونه بظلمهم لأنفسهم وإننا لا نظلمهم شيئا، وتقدم ذكر الرجوع إليه تعالى وما يليه من الجزاء في هذه السورة وغيرها.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
مجرد متاع واط. وهو متاع قصير الأمد. وهو متاع مقطوع لأنه لا يتصل بالمتاع اللائق بالبشرية في الدار الآخرة. إنما يعقبه (العذاب الشديد) ثمرة للانحراف عن سنن اللّه الكونية المؤدية إلى المتاع العالي اللائق ببني الإنسان...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
جملة: {متاعٌ في الدنيا} استئناف بياني، لأن القضاء عليه بعدم الفلاح يتوجه عليه أن يسأل سائل كيف نراهم في عزة وقدرة على أذى المسلمين وصد الناس عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيجاب السائل بأن ذلك تمتيع في الدنيا لا يَعبأ به، وإنما عدم الفلاح مظهره الآخرة، ف {متاع} خبر مبتدأ محذوف يعلم من الجملة السابقة، أي أمرهم متاع.
والمتاع: المنفعة القليلة في الدنيا إذ يقيمون بكذبهم سيادتهم وعزتهم بين قومهم ثم يزول ذلك.
ومادة (متاع) مؤذنة بأنه غير دائم كما تقدم في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} في أوائل سورة الأعراف (24).
وتنكيره مؤذن بتقليله، وتقييده بأنه في الدنيا مؤكد للزوال وللتقليل، و (ثم) من قوله: ثم إلينا مرجعهم} للتراخي الرتبي لأن مضمونه هو محقة أنهم لا يفلحون فهو أهم مرتبة من مضمون لا يفلحون.
والمرجع: مصدر ميمي بمعنى الرجوع. ومعنى الرجوع إلى الله الرجوع إلى وقت نفاذ حكمه المباشر فيهم.
وتقديم {إلينا} على متعلَّقه وهو المرجع للاهتمام بالتذكير به واستحضاره كقوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة إلى قوله ووجد الله عنده فوفَّاه حسابه} [النور: 39] ويجوز أن يكون المرجع كناية عن الموت.
وجملة: {ثم نذيقهم العذاب الشديد} بيان لجملة: {ثم إلينا مرجعهم}. وحرف (ثم) هذا مؤكد لنظيره الذي في الجملة المبينة على أن المراد بالمرجع الحصول في نفاذ حكم الله.
والجمل الأربع هي من المقول المأمور به النبي صلى الله عليه وسلم تبليغاً عن الله تعالى.
وإذاقة العذاب إيصاله إلى الإحساس، أطلق عليه الإذاقة لتشبيهه بإحساس الذوق في التمكن من أقوى أعضاء الجسم حاسية لمس وهو اللسان.
والباء في {بما كانوا يكفرون} للتعليل.
وقوله: {كانوا يكفرون} يؤذن بتكرر ذلك منهم وتجدده بأنواع الكفر.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
أي أن ما ينالوه في الدنيا ليس الفوز العظيم الذي يفوز به المتقون ولا الفلاح الذي يناله أهل الحق، وأن من يضحكون قليلا و يبكون كثيرا لا يعدون فائزين، بل متعجلين لأدنى النفع طاردون للمنفعة الباقية بالمنفعة العاجلة، والتنكير في كلمة {متاع} للتحقير والتصغير، والتعبير بمتاع يومئ إلى أنه قليل غير جليل، وقد حدد بأنه في الدنيا، ويرتضيه من يقبل الدنيا بدل الآخرة، ومن يطلبها ويطرح وراءها الآخرة.
ثم يقول سبحانه في عاقبة من يكذبون على الله ويتحدون الأنبياء: {ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون}. كلمة {ثم}، في موضعها من الترتيب والتراخي، والتراخي زمني ومعنوي، أما الزمني خلاف الرجوع إلى الله بعد البعث والنشور وقيام الساعة، أما المعنوي فما بين متعة الدنيا الفانية وعذاب الآخرة الباقي {إلينا مرجعهم} فيه تقديم كلمة {إلينا} على مرجع وفي ذلك معنى الاختصاص وراءه الإنذار الشديد، أي إلينا وحدنا رجوعكم وقد افتريتم الكذب وعبدتم غير الله فلا بد أن تنالوا الجزاء الوفاق على ما قدمتم من قول باطل وعقيدة فاسدة وشرك بين، ولذا قال سبحانه: {ثم نذيقهم العذاب الشديد} وكلمة {ثم} على موضعها كأختها التي قبلها. وعبر الله تعالى عن العذاب بقوله "نذيقهم "للإشارة إلى أن يصيب مشاعرهم وأحاسيسهم، يشعرون به، وكلما نضجت جلودهم بدلهم الله تعالى جلودا غيرها، ثم بين سبحانه أن ذلك {بما كانوا يكفرون}، حيث يدل الفعل الماضي والمضارع على الاستمرار على كفرهم يجددونه آنا بعد آن.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
وفي ضوء هذه الآيات، يمكن للإنسان أن يستوحي، أن مشكلة الكفر والضلال متصلةٌ بمشكلة الجهل في الإنسان، الذي لا يحاول أن يبحث عن الحقيقة من خلال استخدامه للوسائل التي أراده الله أن يأخذ بها في ما خلقه من وسائل المعرفة، وبذلك يضيع في متاهات الأوهام، فيستسلم للنتائج المدمّرة التي تدمّر له حياته الروحيّة في الداخل، وحياته العملية في الخارج، وتسلمه إلى المصير المحتوم الذي هو العذاب الشديد في الآخرة، يوم يقوم الناس لرب العالمين...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
وعلى فرض أن هؤلاء يستطيعون بافتراءاتهم وأكاذيبهم أن ينالوا المال والمقام لعدّة أيّام، فإِنّ ذلك (متاع في الدنيا ثمّ إِلينا مرجعهم ثمّ نذيقهم العذاب بما كانوا يفترون).
الواقع أنّ هذه الآية والتي قبلها ذكرتا نوعين من العقاب لهؤلاء الكذابين الذين نسبوا إِلى الله تهمة اتّخاذ الولد:
الأوّل: إِنّ هذا الكذب والافتراء لا يمكن أن يكون أساساً لفلاح ونجاح هؤلاء أبداً، ولا يوصلهم إِلى هدفهم مطلقاً، بل إِنّهم يصبحون حيارى تائهين تحيط التعاسة والشقاء والهزيمة بأطرافهم.
الثّاني: على فرض أنّهم استطاعوا أن يستغفلوا الناس ويخدعوهم بهذه الكلمات لعدة أيّام، ويصلوا عن طريق الديانة الوثنية إِلى رفاه وعيش رغيد، إلاّ أنّ هذا التمتع لا دوام ولا بقاء له، والعذاب الإِلهي الخالد في انتظارهم.
ـ إِنّ كلمة «سلطان» تعني هنا الدليل، وهذه الكلمة أعمق وأبلغ من كلمة الدليل، لأنّ الدليل بمعنى الدلالة والإِرشاد أمّا السلطان فهو الشيء الذي يسلط الإِنسان على الطرف المقابل، ويناسب موارد البحث والجدال والنقاش، وهو إِشارة إِلى الدليل القاطع القوي.
ـ «المتاع» يعني الشيء الذي يستفيد منه الإِنسان ويتمتع به، ومفهومه واسع جداً يشمل كل لوازم ووسائل الحياة والمواهب المادية. يقول الراغب في المفردات: كلما ينتفع به على وجه ما، فهو متاع ومتعة.
ـ إِنّ التعبير بـ (نذيقهم) الذي ورد في شأن العذاب الإِلهي يشير إِلى أنّ هذا العذاب الذي سينال هؤلاء بدرجة من الشدّة بحيث كأنّهم يذوقونه بألسنتهم وأفواههم، وهذا التعبير أبلغ جداً من المشاهدة، بل وحتى من لمس العذاب.