اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مَتَٰعٞ فِي ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلۡعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (70)

قوله : { مَتَاعٌ فِي الدنيا } يجوز رفع " متاع " من وجهين :

أحدهما : أنه خبرُ مبتدأ محذوف ، والجملة جوابٌ لسؤالٍ مقدَّر ، فهي استئنافيةٌ ، كأنَّ قائلاً قال : كيف لا يفلحُون ، وهم في الدنيا مفلحون بأنواع ممَّا يتلذّذون به ؟ فقيل : ذلك متاع .

والثاني : أنه مبتدأ ، والخبر محذوفٌ تقديره : لهُم متاعٌ ، و " فِي الدُّنيا " يجوز أن يتعلق بنفس " متاع " أي : تمتُّعٌ في الدنيا ، ويجوز أن يتعلَّق بمحذوفٍ على أنَّه نعت ل " متاع " فهو في محلِّ رفعٍ ، ولم يقرأ بنصبه هنا ، بخلاف قوله : { مَّتَاعَ الحياة } [ يونس : 23 ] في أول السُّورة .

وقوله : { بِمَا كَانُواْ } الباءُ للسببية ، و " ما " مصدريةٌ " ، أي : بسبب كونهم كافرين .