السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَتَٰعٞ فِي ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلۡعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (70)

والله سبحانه وتعالى أزال هذا الخيال بأن قال : { متاع في الدنيا } وفيه إضمار تقديره : لهم متاع في الدنيا ، على أنه مبتدأ خبره محذوف ، ويصح أن يكون خبراً لمبتدأ محذوف تقديره : افتراؤهم متاع في الدنيا يقيمون به رياستهم في الكفر أو حياتهم أو تقلبهم متاع في الدنيا وهو أيام يسيرة بالنسبة إلى طول بقائهم في العذاب { ثم إلينا مرجعهم } بالموت { ثم نذيقهم العذاب الشديد } بعد الموت { بما } أي : بسبب ما { كانوا يكفرون } ولما ذكر سبحانه وتعالى في هذه السورة من أحوال كفار قريش وما كانوا عليه من الكفر والعناد شرع بعد ذلك في قصص الأنبياء وما جرى لهم مع أممهم وذكر الله تعالى منهم في هذه السورة ثلاث قصص .