نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{مَتَٰعٞ فِي ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلۡعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (70)

ثم بين عدم الفلاح بقوله : { متاع } أي لهم{[38226]} ، ونكره إشارة إلى قلته كما قال في الآية الأخرى { متاع قليل }{[38227]} وأكد ذلك بقوله : { في الدنيا } لأنها دار ارتحال ، وما كان إلى زوال وتلاش واضمحلال كان قليلاً وإن تباعد مدّه وتطاولت مُدَده وجل مَدَده ، وزاد على الحصر عَدده ؛ وبين حالهم بعد النقلة بقوله{[38228]} : { ثم } أي بعد ذلك الإملاء لهم وإن طال { إلينا } أي على ما لنا من العظمة لا إلى غيرنا { مرجعهم } بالموت فنذيقهم عذاباً شديداً لكنه دون عذاب الآخرة { ثم نذيقهم } يوم القيامة { العذاب الشديد بما } أي بسبب ما { كانوا } أي كوناً هو جبلة لهم { يكفرون } ووجب كسر " إن " بعد القول لأنه{[38229]} حكاية عما يستأنف الإخبار به كما فعل في لام الابتداء لذلك .


[38226]:زيد من ظ.
[38227]:سورة 3 آية 191 وسورة 16 آية 117.
[38228]:في ظ: فقال.
[38229]:في ظ: لأن.