المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا} (4)

1 - أقسم بالرياح المثيرات للسحاب ، تدفعها دفعاً ، فالحاملات منها ثقلاً عظيماً من الماء ، فالجاريات به مُيَسرة بتسخير الله ، فالمقسمات رزقاً يسوقه الله إلى من يشاء .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا} (4)

وقوله : فالجارِياتِ يُسْرا يقول : فالسفن التي تجري في البحار سهلاً يسيرا فالمُقَسّماتِ أمْرا يقول : فالملائكة التي تقسم أمر الله في خلقه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، قال : قام رجل إلى عليّ رضي الله عنه ، فقال : ما الجاريات يسرا ؟ قال : هي السفن قال : فما الحاملات وقرا ؟ قال : هي السحاب قال : فما المقسمات أمرا ؟ قال : هم الملائكة .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سِماك ، قال : سمعت خالد بن عرعرة ، قال : سمعت عليا رضي الله عنه . وقيل له : ما الحاملات وقرا ؟ قال : هي السحاب قال : فما الجاريات يُسرا ؟ قال : هي السفن قال : فما المقسّمات أمرا ؟ قال : هي الملائكة .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، عن عليّ بنحوه .

حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد الله الهلالي ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن خالد بن عثمة ، قال : حدثنا موسى الزمعي ، قال : ثني أبو الحُوَيرث ، عن محمد بن جُبَير بن مطعم أخبره ، قال : سمعت عليا يخطب الناس ، فقام عبد الله بن الكوّاء فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى : فالْحامِلاتِ وِقْرا قال : هي السحاب فالجارِياتِ يُسْرا قال : هي السفن فالمُقَسّمات أمْرا قال : الملائكة .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن القاسم بن أبي بزّة ، قال : سمعت أبا الطفيل ، قال : سمعت عليا رضي الله عنه ، فذكر نحوه .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا جرير ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي الطفيل ، قال : قال ابن الكوّاء لعليّ ، فذكر نحوه .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن وهب بن عبد الله ، عن أبي الطّفيل ، قال : شهدت عليا رضي الله عنه ، وقام إليه ابن الكوّاء ، فذكر نحوه .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا طَلْق بن غنام ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن عليّ بن ربيعة ، قال : سأل ابن الكوّاء عليا ، فذكر نحوه .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني يحيى بن أيوب ، عن أبي صخر ، عن أبي معاوية البجليّ ، عن أبي الصهباء البكريّ ، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، نحوه .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، أن رجلاً سأل عليا ، فذكر نحوه .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن عليّ مثله .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، قال : سُئل فذكر مثله .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : فالْحامِلاتِ وِقْرا قال : السحاب ، قوله : فالمُقَسّماتِ أمْرا قال : الملائكة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فالْحامِلاتِ وِقْرا قال : السحاب تحمل المطر ، فالجارِياتِ يُسْرا قال : السفن فالمُقَسّماتِ أمْرا قال : الملائكة ينزلها بأمره على من يشاء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا} (4)

و : { المقسمات أمراً } الملائكة والأمر هنا اسم الجنس ، فكأنه قال : والجماعات التي تقسم أمور الملكوت من الأرزاق والآجال والخلق في الأرحام وأمر الرياح والجبال وغير ذلك ، لأن كل هذا إنما هو بملائكة تخدمه ، فالآية تتضمن جميع الملائكة لأنهم كلهم في أمور مختلفة ، وأنث { المقسمات } من حيث أراد الجماعات .

وقال أبو طفيل عامر بن واثلة{[10579]} : كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه على المنبر فقال : لا تسألوني عن آية من كتاب الله أو سنة ماضية إلا قلت ، فقام إليه ابن الكواء فسأله عن هذه ، فقال : { الذاريات } الرياح .

و { الحاملات } السحاب ، و { الجاريات } السفن ، و { المقسمات } الملائكة . ثم قال له سل سؤال تعلم ولا تسأل سؤال تعنت{[10580]} .


[10579]:هو عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي، أبو الطفيل، وربما سمي عمرا، ولد عام أحد، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن أبي بكر فمن بعده، وعمِّر إلى أن مات سنة عشر ومائة على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة، قال ذلك مُسلم وغيره.(تقريب التهذيب)، أما ابن الكواء فاسمه عبد الله.
[10580]:وروي أن رجلا قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني مررت برجل يسأل عن تفسير مشكل القرآن-وهذا الرجل اسمه صبيغ على وزن أمير-فقال عمر: اللهم أمكني منه، فدخل هذا الرجل يوما على عمر وهو يلبس ثيابا وعمامة، وكان عمر يقرأ القرآن، فلما فرغ قام إليه الرجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما"الذاريات ذروا"؟ فقام عمر فحسر عن ساعديه وجعل يجلده، ثم قال: ألبسوه ثيابه، واحملوه على قتب، وابلغوا به حيه، ثم ليقم خطيب فليقل:إن"صبيغا" طلب العلم فأخطأه، فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا} (4)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فالمُقَسّماتِ أمْرا" يقول: فالملائكة التي تقسم أمر الله في خلقه...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و: {المقسمات أمراً} الملائكة والأمر هنا اسم الجنس، فكأنه قال: والجماعات التي تقسم أمور الملكوت من الأرزاق والآجال والخلق في الأرحام وأمر الرياح والجبال وغير ذلك، لأن كل هذا إنما هو بملائكة تخدمه، فالآية تتضمن جميع الملائكة لأنهم كلهم في أمور مختلفة، وأنث {المقسمات} من حيث أراد الجماعات...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فالمقسمات} أي من السحب بما تصرفها فيه الملائكة عليهم السلام، وكذا السفن بما يصرفها الله به من الرياح اللينة أو العاصفة من سلامة وعطب وسرعة وإبطاء، وكذا غيرهما من كل أمر تصرفه الملائكة بين العباد وتقسمه. ولما كان المحمول مختلفاً كما تقدم، قال جامعاً لذلك: {أمراً} أي من الرحمة أو العذاب...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{فالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله، فكل منهم، قد جعله الله على تدبير أمر من أمور الدنيا وأمور الآخرة لا يتعدى ما قدر له وما حد ورسم، ولا ينقص منه...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {المقسمات أمراً} الرياح التي تنتهي بالسحاب إلى الموضع الذي يبلغ عنده نزول ما في السحاب من الماء. أو هي السحب التي تُنزل ما فيها من المطر على مواضع مختلفة.

وإسناد التقسيم إليها على المعنيين مجاز بالمشابهة. وروي عن الحسن {المقسمات} السحب يقسم الله بها أرزاق العباد» اه. يريد قوله تعالى: {وأنزلنا من السماء ماء مباركاً} إلى قوله: {رِزقاً للعباد} في سورة ق (9 11).

ومن رشاقة هذا التفسير أن فيه مناسبة بين المُقْسَم به والمقسم عليه وهو قوله: {إنما توعدون لصادِق وإن الدين لواقع} فإن أحوال الرياح المذكورة هنا مبدؤها: نفخ، فتكوين، فإحياء. وكذلك البعث مبدؤه: نفخ في الصور، فالتئام أجساد الناس التي كانت معدومة أو متفرقة، فبثُّ الأرواح فيها فإذا هم قيام ينظرون. وقد يكون قوله تعالى: {أمراً} إشارة إلى ما يقابله في المثال من أسباب الحياة وهو الروح لقوله: {قل الروح من أمر ربي} [الإسراء: 85].