بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا} (4)

قوله تعالى : { والذريات ذَرْواً } أقسم الله عز وجل ، بالرياح إذا أذرت ذرواً ، وروى يعلى بن عطاء ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : الرياح ثمانية : أربعة منها رحمة ، وأربعة منها عذاب ، فالرحمة منها : الناشرات ، والمبشرات ، والذاريات ، والمرسلات ، وأما العذاب : العاصف والقاصف والصرصر والعقيم ، وعن أبي الطفيل قال : شهدت عليّاً رضي الله عنه وهو يخطب ويقول : سلوني عن كتاب الله عز وجل ، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بالليل ، أم بالنهار فسأله ابن الكواء فقال له : ما { الذريات ذَرْواً } قال : الرياح . قال { فالحاملات وِقْراً } ؟ قال : السحاب قال : فما { فالجاريات يُسْراً } قال : السفن جرت بالتسيير على الماء . { فالمقسمات أَمْراً } ؟ قال : الملائكة .

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : والذاريات الرياح ، قال : ما ذرت الريح ، فالحاملات وقرأً يعني : السحاب الثقال ، الموقرة من الماء ، فالجاريات يسراً ، يعني : السفن جرت بالتسيير على الماء ، فالمقسمات أمراً ، يعني : أربعة من الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، لكل واحد منهم أمر مقسوم ، وهم المدبرات أمراً .