الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا} (4)

قوله : { أَمْراً } : يجوزُ أن يكونَ مفعولاً به ، وهو الظاهر ، وأَنْ يكون حالاً أي : مأمورَه ، وعلى هذا فيحتاج إلى حَذْف مفعولِ " المُقَسِّمات " . وقد يقال : لا غرضَ لتقديرِه كما في " الذَّارِيات " . وهل هذه أشياءُ متختلفةٌ فتكونُ الواوُ على بابِها من عطفِ المتغايراتِ ، فإنَّ الذارياتِ هي الرياحُ ، والحاملاتِ الفلكُ ، والجارياتِ الكواكبُ ، والمُقَسِّماتِ الملائكةُ . وقال الزمخشري : " ويجوزُ أَنْ يُراد الريحُ وحدَها لأنها تُنْشِىءُ السحابَ وتُقِلُّه وتُصَرِّفُه ، وتجري في الجوِّ جَرْياً سهلاً " . قلت : فعلى هذا يكونُ مِنْ عطفِ الصفاتِ ، والمرادُ واحدٌ كقولِه :

4100 يا لَهْفَ زَيَّابَةَ للحارثِ الصَّا *** بِحِ فالغانِمِ فالآيِبِ

وقولِ الآخر :

إلى المَلِك القَرْمِ وابْنِ الهُمامِ *** ولَيْثِ الكتيبةِ في المُزْدَحَمْ

وهذا قَسَمٌ جوابُه قولُه : " إنما تُوْعدون " .