فالمقسمات أمرا : الملائكة التي تنفذ أوامر الله وقضاءه ، أو الرياح التي تقسم الأمطار بتصريف السحاب .
قال : { فالمقسمات أمرا } . قال : الملائكة .
فالله تعالى بدأ السورة بالقسم بالريح ، التي تذرو الرياح ، وتثير السحاب ، وتهز البحار والأمواج ، وتلقح النبات ، كما أقسم بالسحاب المثقل بالأمطار ، الذي يوزعه الله على عباده .
قال تعالى : { الله الذي يرسل الريح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون } . ( الروم : 48 ) .
وأقسم سبحانه بالسفن الجاريات في البحر كالأعلام ، التي تنقل البضائع والتجارة والأشخاص من بلد لآخر ، في سهولة ويسر .
وأقسم عز شأنه بصنوف الملائكة ، ومنهم الموكلون بالأرزاق ، وتوزيع الأمطار والخيرات بأمر الله تعالى ومشيئته .
قال تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 26 ) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 27 ) } . ( آل عمران : 26 ، 27 ) .
وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عند تلاوة هذه الآية : ( اللهم ارزقنا وأنت خير الرازقين ، وأنت حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) .
من المفسرين من ذهب إلى أن القسم في صدر السورة للرياح وذروها للتراب ، وحملها السحاب وجريها في الهواء بيسر وسهولة ، وتقسيمها الأمطار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.