فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱلۡمُقَسِّمَٰتِ أَمۡرًا} (4)

{ فالمقسمات أمرا } قال علي : الملائكة ، وعن عمر بن الخطاب مثله ، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي إسناده أبو بكر بن سبرة وهو ضعيف لين الحديث وسعيد بن سلام وليس من أصحاب الحديث كذا قال البزار ، قال ابن كثير : فهذا الحديث ضعيف رفعه وأقرب ما فيه أنه موقوف على عمر وعن ابن عباس مثل قول علي ، يعني الملائكة التي تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرهما ، أو ما يعمهم وغيرهم من أسباب القسمة أو الرياح يقسمن الأمطار بتصريف السحاب .

قال الفراء : تأتي الملائكة بأمر مختلف ، جبريل بالغلظة والوحي إلى الأنبياء وميكائيل صاحب الرحمة والرزق ، وملك الموت يأتي بالموت وإسرافيل صاحب الصور واللوح ، وقيل تأتي بأمر مختلف بالجدب والخصب والمطر والموت والحوادث ، وقيل هي السحب التي يقسم الله بها أمر العباد ، وقيل : إن المراد بهذه الأوصاف الأربعة الرياح كما تقدم ، فإنها توصف بجميع ذلك لأنها تذرو التراب ، وتحمل الأثقال وتجري في الهواء وتقسم الأمطار وهو ضعيف جدا . والترتيب في هذه الأقسام ترتيب ذكري ورتبي باعتبار تفاوت مراتبها في الدلالة على قدرته تعالى ، أقسم الله بهذه الأشياء لشرف ذواتها ، ولما فيها من الدلالة على عجيب صنعته وقدرته لكونها أمورا بديعة مخالفة لمقتضى العادة ، فمن قدر عليها قادر على البعث الموعود به .