المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

20- إني أيقنت في الدنيا أنى ملاق حسابي ، فأعددت نفسي لهذا اللقاء .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

{ إِنِّي ظَنَنتُ } أى : تيقنت وعلمت { أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } أى : إنى علمت أن يوم القيامة حق ، وتيقنت أن الحساب والجزاء صدق ، فأعددت للأمر عدته عن طريق الإِيمان الكامل ، والعمل الصالح .

قال الضحاك : كل ظن فى القرآن من المؤمن فهو يقين ، ومن الكافر فهو شك .

وهذه الجملة الكريمة بمنزلة التعليل للبهجة والمسرة التى دل عليها قوله - تعالى - { هَآؤُمُ اقرؤا كِتَابيَهْ } .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

وقوله : { إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ } أي : قد كنت موقنا في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة ، كما قال : { الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ } [ البقرة : 46 ] .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

وقوله : { ظننت } الآية ، عبارة عن إيمانه بالبعث وغيره ، قال قتادة : ظن هذا ظناً يقيناً فنفعه ، وقوم ظنوا ظن الشك فشقوا به ، و { ظننت } هنا واقعة موقع تيقنت وهي في متيقن لم يقع بعد ولا خرج إلى الحس ، وهذا هو باب الظن الذي يوقع موقع اليقين ، وقرأ بعض القراء : «كتابيهْ » و «حسابيهْ » و «ماليهْ » و «سلطانيهْ » بالهاء في الوصل والوقف اقتداء بخط المصحف ، وهي في الوصل بينة الوقوف لأنها هاء السكت ، فلا معنى لها في الوصل ، وطرح الهاءات في الوصل لا في الوقف الأعمش وابن أبي إسحاق ، قال أبو حاتم : قراءتنا إثبات في الوقف وطرح في الوصل ، وبذلك قرأ ابن محيصن وسلام ، وقال الزهراوي في إثبات الهاء في الوصل لحن لا يجوز عنه أحد علمته .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

وأُطلق الظن في قوله : { إني ظننت أني ملاققٍ حسابيه ، } على معنى اليقين وهو أحد معنييه ، وعن الضحاك : كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين ومن الكافر فهو شك .

وحقيقة الظن : عِلم لم يتحقق ؛ إِما لأن المعلوم به لم يقع بعدُ ولم يخرج إلى عالم الحس ، وإِما لأن علم صاحبه مخلوط بشك . وبهذا يكون إطلاق الظن على المعلوم المتيقن إطلاقاً حقيقياً . وعلى هذا جرى الأزهري في « التهذيب » وأبو عمرو واقتصر على هذا المعنى ابن عطية .

وكلام « الكشاف » يدل على أن أصْل الظن : علم غير متيقن ولكنه قد يُجرى مُجرى العِلْم لأن الظن الغالب يقام مقام العلم في العادات والأحكام ، وقال : يقال : أظن ظناً كاليقين أن الأمر كَيت وكَيت ، فهو عنده إذا أطلق على اليقين كان مجازاً . وهذا أيضاً رأي الجوهري وابن سيده والفيروزابادي ، وأما قوله تعالى : { إن نظن إلاّ ظناً وما نحن بمستيقنين } [ الجاثية : 32 ] فلا دلالة فيه لأن تنكير { ظناً } أريد به التقليل ، وأكد ، ب ما نحن بمستيقنين فاحتمل الاحتمالين ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { وإنا لنظنك من الكاذبين } في سورة الأعراف ( 66 ) وقوله : { وظنوا أن لا ملجأ من الله إلاّ إليه } في سورة براءة ( 118 ) .

والمعنى : إني علمت في الدنيا أني ألقى الحساب ، أي آمنت بالبعث . وهذا الخبر مستعمل كناية عن استعداده للحساب بتقديم الإِيمان والأعمال الصالحة مما كان سبب سعادته .

وجملة إني ظننت أني ملاق حسابيه } في موقع التعليل للفرح والبهجة التي دل عليها قوله : { هاؤم اقرأُوا كتابيهْ } وبذلك يكون حرف ( إنَّ ) لمجرد الاهتمام وإفادة التسبب .