فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

{ إِنّي ظَنَنتُ أَنّي ملاق حِسَابِيَهْ } أي علمت وأيقنت في الدنيا أني أحاسب في الآخرة . وقيل المعنى : إني ظننت أن يأخذني الله بسيئاتي ، فقد تفضل عليّ بعفوه ولم يؤاخذني . قال الضحاك : كل ظنّ في القرآن من المؤمن فهو يقين ، ومن الكافر فهو شك . قال مجاهد : ظن الآخرة يقين وظنّ الدنيا شك . قال الحسن في هذه الآية : إن المؤمن أحسن الظنّ بربه فأحسن العمل للآخرة ، وإن الكافر أساء الظنّ بربه فأساء العمل . قيل : والتعبير بالظنّ هنا للإشعار بأنه لا يقدح في الاعتقاد ما يهجس في النفس من الخطرات التي لا تنفك عنها العلوم النظرية غالباً .

/خ52