فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

{ إني ظننت أني ملاق حسابيه } أي علمت وأيقنت في الدنيا أني أحاسب في الآخرة ، وقيل المعنى إني ظننت أن يؤاخذني الله بسيئاتي فقد تفضل عليّ بعفوه ولم يؤاخذني ، قال الضحاك كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين ومن الكافر فهو شك ، قال مجاهد ظن الآخرة يقين وظن الدنيا شك ، قال الحسن في هذه الآية أن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل للآخرة وأن الكافر أساء الظن بربه فأساء العمل .

قيل والتعبير بالظن للإشعار بأنه لا يقدح في الاعتقاد ما يهجس في النفس من الخطرات التي لا تنفك عنها العلوم النظرية غالبا ، قال ابن عباس : ظننت أي أيقنت ، قال النسفي : وإنما أجرى الظن مجرى العلم لأن الظن الغالب يقوم مقام العلم في العبادات والأحكام ، ولأن ما يدرك بالاجتهاد قلما يخلو عن الوسواس والخواطر وهي تفضي إلى الظنون ، فجاز إطلاق لفظ الظن عليها لما لا يخلو عنه .