اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

قوله : { إنِّي ظَنَنتُ } .

قال ابن عباس : أي : أيقنتُ وعلمتُ{[57798]} .

وقيل : ظننتُ أن يؤاخذني الله بسيئاتي إن عذبني فقد تفضَّل علي بعفوه ، ولم يؤاخذني بها .

قال الضحاك : كل ظن من المؤمن في القرآن فهو يقين ، ومن الكافر فهو شك .

وقال مجاهد : ظَنُّ الآخرة يقين وظَنُّ الدنيا شَكٌّ{[57799]} .

وقال الحسن في هذه الآية : إنّ المؤمن من أحسن الظَّن بربّه فأحسن العمل ، وإن المنافق أساء الظن بربه ، فأساء العمل{[57800]} .

وقوله : { أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ } ، أي : في الآخرة ، ولم أنكرْ البعث ، يعني أنه ما نجا إلا بخوفه من يوم الحساب ؛ لأنه تيقّن أن الله يحاسبه ، فعمل للآخرة .


[57798]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/127) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (16/140).
[57799]:أخرجه الطبري (12/127) عن قتادة بمعناه وذكره الماوردي في "تفسيره" (6/83) والقرطبي (18/175) عن مجاهد.
[57800]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/83) والقرطبي (18/175).