غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ} (20)

1

وفي قوله { إني ظننت } وجوه كما مر في قوله { الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم } [ البقرة :46 ] ومما يختص بالمقام قول بعضهم أنه أراد الظن في الدنيا لأن أهل الدنيا لا يوقنون بنيل الدرجات ، وفي هذا الوجه نظر لأنهم كانوا غير قاطعين بالجنة إلا أنهم يجب أن يقطعوا بالحساب الجزاء . وعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال " إن الرجل يؤتى به يوم القيامة ويؤتى بكتابه فتكتب حسناته في ظهر كفه وتكتب سيئاته في بطن فينظر إلى سيئاته فيحزن فيقال له : اقلب كفك فيرى حسناته فيفرح ثم يقول { هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت } عند النظر الأولى { أني ملاق حسابيه } على سبيل الشدة ، وأما الآن فقد فرج الله عني ذلك الغم ، وأما في حق الأشقياء فيكون ذلك على الضد مما ذكرنا .

/خ52