المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ} (33)

31 - أنكر الإنسان البعث فلا صدَّق بالرسول والقرآن ، ولا أدَّى لله فرائض الصلوات ، ولكن كذَّب القرآن ، فأعرض عن الإيمان ، ثم ذهب إلى أهله يمد ظهره متبختراً .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ} (33)

ثم بعد ذلك : { ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يتمطى } أى : ذهب إلى أهله متبخترا متفاخرا ، متباهيا بإصراره على كفره وفجوره .

وقوله : { يتمطى } من المط بمعنى المد . وأصله : يتمطط ، قلبت فيه الطاء حرف علة ، ووصف المتبختر فى مشيه بذلك ، لأنه يمط خطاه ، ويمدها على سبيل الإِعجاب بنفسه ، والتباهى بما هو عليه من كفر وضلال .

ولم يذكر - سبحانه - المتعلق والمفعول فى الآيات الكريمة ، للإِشعار بأن هذا الإِنسان الجاحد الجاهل . . لم يصدق بشئ من الحق ، ولم يؤد الله - تعالى - فرضا ولا سنة ، ولكنه استمر على تكذيبه وإعراضه عن الصراط المستقيم ، ولم يكتف بكل ذلك ، بل تفاخر وتباهى أمام وغيره بما هو عليه من باطل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ} (33)

{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى }أي : جَذلا{[29567]} . أشرا بَطرا كسلانا ، لا همة له ولا عمل ، كما قال : { وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ } [ المطففين : 34 ] . وقال { إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ } أي : يرجع { بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا } [ الانشقاق : 13 - 15 ] .

وقال الضحاك : عن ابن عباس : { ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى } [ أي ]{[29568]} . يختال . وقال قتادة ، وزيد بن أسلم : يتبختر .


[29567]:- (2) في م: "أي جزلان".
[29568]:- (3) زيادة من م.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ} (33)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ثم مضى إلى أهله منصرفا إليهم، يتبختر في مشِيته.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي يتبختر، ويتكبر؛ وذلك أن الاختيال والتكبر إنما يليق بمن أتى بفعل عظيم، يعجز غيره عن إتيان مثله نحو أن يهزم جندا عظيما أو يفتح كورة حصينة، وهذا الذي تمطى لم يفعل سوى أن كذب بآيات الله تعالى، وأعرض عن طاعته، وما هذا إلا فعل السفهاء الحمقى، فأنى يليق بمثله التمطّي؟.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

[يتمطى]: يلوي مطاه، والمطا: الظهر، وجاء النهي عن مشية المطيطاء وذلك أن الرجل يلقي يديه مع الكفين في مشيه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{يتمطى} يتبختر. وأصله يتمطط، أي: يتمدد، لأن المتبختر يمدّ خطاه. وقيل: هو من المطا وهو الظهر، لأنه يلويه.» يعني: كذب برسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى عنه وأعرض، ثم ذهب إلى قومه يتبختر افتخاراً بذلك. وفي الحديث: « إذا مشت أمتى المطيطاء وخدمتهم فارس والروم فقد جعل بأسهم بينهم«.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 31]

أنه تعالى شرح كيفية عمله فيما يتعلق بأصول الدين وبفروعه، وفيما يتعلق بدنياه. أما ما يتعلق بأصول الدين فهو أنه ما صدق بالدين، ولكنه كذب به، وأما ما يتعلق بفروع الدين، فهو أنه ما صلى ولكنه تولى وأعرض، وأما ما يتعلق بدنياه، فهو أنه ذهب إلى أهله يتمطى، ويتبختر، ويختال في مشيته، واعلم أن الآية دالة على أن الكافر يستحق الذم والعقاب بترك الصلاة كما يستحقهما بترك الإيمان

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

وإنما فعل هذا لمرونه على المعصية بدل الاستحياء والخجل والانكسار.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 31]

وفي مواجهة المشهد المكروب الملهوف الجاد الواقع يعرض مشهد اللاهين المكذبين، الذين لا يستعدون بعمل ولا طاعة، بل يقدمون المعصية والتولي، في عبث ولهو، وفي اختيال بالمعصية والتولي:

(فلا صدق ولا صلى، ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى)!..

وقد ورد أن هذه الآيات تعني شخصا معينا بالذات، قيل هو أبو جهل "عمرو بن هشام".. وكان يجيء أحيانا إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يسمع منه القرآن. ثم يذهب عنه، فلا يؤمن ولا يطيع، ولا يتأدب ولا يخشى؛ ويؤذي رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بالقول، ويصد عن سبيل الله.. ثم يذهب مختالا بما يفعل، فخورا بما ارتكب من الشر، كأنما فعل شيئا يذكر..

والتعبير القرآني يتهكم به، ويسخر منه، ويثير السخرية كذلك، وهو يصور حركة اختياله بأنه (يتمطى!) يمط في ظهره ويتعاجب تعاجبا ثقيلا كريها!

وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله، يسمع ويعرض، ويتفنن في الصد عن سبيل الله، والأذى للدعاة، ويمكر مكر السيئ، ويتولى وهو فخور بما أوقع من الشر والسوء، وبما أفسد في الأرض، وبما صد عن سبيل الله، وبما مكر لدينه وعقيدته وكاد!