الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ} (33)

" ثم ذهب إلى أهله يتمطى " أي يتبختر ، افتخارا بذلك . قاله مجاهد وغيره . مجاهد : المراد به أبو جهل . وقيل : " يتمطى " من المطا وهو الظهر ، والمعنى يلوي مطاه . وقيل : أصله يتمطط ، وهو التمدد من التكسل والتثاقل ، فهو يتثاقل عن الداعي إلى الحق ، فأبدل من الطاء ياء كراهة التضعيف ، والتمطي يدل على قلة الاكتراث ، وهو التمدد ، كأنه يمد ظهره ويلويه من التبختر . والمطيطة الماء الخاثر في أسفل الحوض ؛ لأنه يتمطى أي يتمدد ، وفي الخبر : ( إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم كان بأسهم بينهم " . والمطيطاء{[15643]} : التبختر ومد اليدين في المشي .


[15643]:المطيطاء ويقصر، قال ابن الأثير: وهي من المصغرات التي لم يستعمل لها مكبر.