الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ} (33)

قوله : { يَتَمَطَّى } : جملةٌ حاليةٌ مِنْ فاعل " ذَهَبَ " ، وقد يجوز أَنْ يكونَ بمعنى : شرع في التمطي كقوله :

فقامَ يَذُوْدُ الناسُ عنها . . . . . *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وتمطَّى فيه قولان ، أحدُهما : أنَّه مِنْ المَطا ، والمطا : الظهرُ ، ومعناه : يَتَبَخْتَرُ ، أي : يَمُدُّ مَطاه ويَلْويه تَبَخْتُراً في مِشْيته . والثاني : أنَّ أصلَه : يَتَمَطَّطُ ، مِنْ تَمَطَّط ، أي : تَمَدَّد ، ومعناه : أنَّه يتمدَّدُ في مِشْيَتِه تَبَخْتُراً ، ومِنْ لازِمِ التبختُرِ ذلك ، فهو يَقْرُبُ مِنْ معنى الأول ويفارِقُه في مادتِه ؛ إذ مادةُ المَطا : م ط و ، ومادةُ الثاني : م ط ط ، وإنما أُبْدِلَتِ الطاءُ الثالةُ ياءً كراهةَ احتمالِ الأمثالِ نحو : تَظَنَّيْت وقَصَّيْتُ أظفاري ، وقولِه :

تَقَضِّيَ البازِيْ إذا البازِيْ كَسرْ ***

والمُطَيْطاء : التَّبَخْتُرُ ومَدُّ اليَديْن في المَشْيِ ، والمَطيطة : الماء الخاثِرُ أسفلَ الحوضِ ؛ لأنه يتمطَّطُ ، أي : يمتَدُّ فيه .