نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ} (33)

ولما كان الإصرار على هذا عظيماً يبعد كل البعد أن يعمله{[70317]} أحد فكيف بالافتخار به والتكبر{[70318]} لأجله ، أشار إليه بأداة البعد ، فقال مؤذناً بأن الحال على التكذيب الكبر ، والحامل على الكبر الترف ، وسبب ذلك الانقياد أولاً مع الطبع في إفساد القوتين : {[70319]}العملية والعلمية{[70320]} حتى نشأ عنهما هذا الخلق السيىء ، وهو عدم المبالاة ، ولم يزل به ذلك حتى صار ملكة يفتخر به { ثم ذهب } أي هذا الإنسان بعد توليه{[70321]} عن الحق { إلى أهله } غير مفكر{[70322]} في عاقبة ما فعل من التكذيب حال كونه-{[70323]} { يتمطّى * } أي يفتخر افتخاراً بتكذيبه وإعراضه وعدم مبالاته بذلك ، من المط ، أبدل الحرف الثاني ألفاً تخفيفاً فصار من المطى وهو الظهر كأنه يساعده على مد-{[70324]} الخطى ، أو أن المتبختر إذا مشى لوى ظهره ، وإنما فعل هذا لمرونه على المعصية بدل الاستحياء والخجل والانكسار .


[70317]:سقط من ظ و م.
[70318]:زيد في الأصل: كل، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70319]:من ظ و م، وفي الأصل: التكذيب.
[70320]:من ظ و م، وفي الأصل: العلمية والعملية.
[70321]:من ظ و م، وفي الأصل: العلمية والعملية.
[70322]:من ظ و م، وفي الأصل: التولية.من ظ و م، وفي الأصل: متفكر.
[70323]:زيد من م، وموضعه في ظ: مط.
[70324]:زيد من ظ و م.