تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ مِن نِّعۡمَةٖ تُجۡزَىٰٓ} (19)

{ وما لأحد عنده من نعمة تجزى } آية وأيضا ، وذلك أن أبا بكر ، رضي الله عنه ، وأرضاه مر على بلال المؤذن ، وسيدة أمية بن خلف الجمحي يعذبه على الإسلام ، ويقول : لا أدعك حتى تترك دين محمد ، فيقول بلال : أحد أحد .

فقال أبو بكر ، رحمة الله عليه : أتعذب عبد الله على الإيمان بالله عز وجل ؟ فقال سيده أمية : إما إنه لم يفسده على إلا أنت وصاحبك ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، فاشتره مني ، قال : نعم ، قال سيده أمية : بماذا ؟ قال أبو بكر : بعبد مثله على دينك ، فرضى ، فعمد أبو بكر ، رضي الله عنه ، إلى عبد فاشتراه ، وقيض أبو بكر بلالا ، رحمة الله عليه ، وأعتقه ، فقال أمية لأبي بكر ، رضي الله عنه : لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية من ذهب لأعطيتكها ، قال أبو بكر ، رضي الله عنه : وأنت لو أبيت إلا أربعين أوقية من ذهب لأعطيتكها .

فكره أبو قحافة عتقه ، فقال لأبي بكر : أما عملت أن مولى القوم من أنفسهم ، فإذا أعتقت فاعتق من له منظر وقوة ، وكان بلال أسود الوجه ، فأنزل الله عز وجل في أبي بكر ، رضي الله عنه :{ وما لأحد عنده من نعمة تجزى } يقول : يجزيه بذلك ، ولكن إنما يعطى ماله