فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ مِن نِّعۡمَةٖ تُجۡزَىٰٓ} (19)

{ وما لأحد عنده من نعمة تجزى } قال أبو السعود أي من شأنها أن تجازى وتكافأ ، والجملة مستأنفة لتقرير ما قبلها من كون التزكي على جهة الخلوص غير مشوب بشائبة تنافي الخلوص ، أي ليس ممن يتصدق بماله ليجازي بصدقته نعمة لأحد من الناس عنده ويكافئه عليها ، وإنما يبتغي بصدقته وجه الله تعالى .

ومعنى الآية أنه ليس لأحد من الناس عنده نعمة من شأنها أن يجازى عليها حتى يقصد بإيتاء ما يؤتى من ماله مجازاتها ، وإنما قال نجزي مضارعا مبنيا للمفعول لأجل الفواصل ، والأصل يجزيها إياه أو يجزيه إياها .