الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ مِن نِّعۡمَةٖ تُجۡزَىٰٓ} (19)

وأخرج الحاكم وصححه عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : قال أبو قحافة لأبي بكر : أراك تعتق رقاباً ضعافاً فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالاً جلداً يمنعونك ويقومون دونك ، فقال : يا أبت إنما أريد وجه الله ، فنزلت هذه الآية فيه : { فأما من أعطى واتقى } إلى قوله : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى } .

وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن عديّ وابن مردويه وابن عساكر من وجه آخر عن عامر بن الزبير عن أبيه قال : نزلت هذه الآية { وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى } في أبي بكر الصديق .

وأخرج ابن جرير عن سعيد قال : نزلت { وما لأحد عنده من نعمة تجزى } في أبي بكر أعتق ناساً لم يلتمس منهم جزاء ولا شكوراً ستة أو سبعة منهم بلال وعامر بن فهيرة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى } يقول : ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم إنما عطيته لله .