تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الشرح

سورة ألم نشرح ، عددها ثماني آيات كوفي

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله :{ ألم نشرح لك صدرك } آية يقول : ألم نوسع لك صدرك بعد ما كان ضيقا لا يلج فيه الإيمان حتى هداه الله عز وجل ، وذلك قوله :{ ووجدك ضالا فهدى } [ الضحى :7 ] ، وقوله :{ ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } [ الشورى :52 ] ، وذلك أن أربع مائة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحاب الصفة ، كانوا قوما مسلمين ، فإذا تصدقوا عليهم شيئا أكلوه وتصدقوا ببعضه على المساكين ، وكانوا يأوون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن لهم بالمدينة قبيلة ، ولا عشيرة ، ثم إنهم خرجوا محتسبين يجاهدون المشركين ، وهم بنو سليم كان بينهم وبين المسلمين حرب فخرجوا يجاهدونهم ، فقتل منهم سبعون رجلا ، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى المسلمين ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عليهم في دبر كل صلاة الغداة يقنت فيها ، ويدعو عليهم أن يهلكهم الله .

فقال الله تعالى :{ ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون } [ آل عمران :128 ] ، ثم عظم الرب تعالى نفسه ، فقال :{ ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم } [ آل عمران :129 ] ، في تأخير العذاب عنهم ، لعلم قد سبق فيهم أن يسلموا ، وأنزل الله عز وجل { ألم نشرح لك صدرك } يعني ألم يوسع لك صدرك ، يعني بالإيمان يقول : بالتوحيد حتى تقولها ، قول : لا إله إلا الله .