ثم قال : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى ) {[76329]} أي : وما لأحد من خلق الله عند هذا الذي يعطي ماله يتزكى {[76330]} به [ عند الله ] {[76331]} من نعمة يجازيه عليها .
أي ليس يعطي ما يعطي {[76332]} مجازاة لأحد [ على ] {[76333]} يد له {[76334]} عنده ، ولا مكافأة على نعمة سبقت {[76335]} قبله ، لكن يعطي {[76336]} ابتغاء وجه ربه الأعلى و " إلا " فيهذا المعنى " لكن " .
وقيل المعنى : وماله عند أحد في ما أنفق من نعمة يلتمس ثوابها ، فيكون على القلب . وهذا أحد {[76337]} قولي الفراء {[76338]} .
ومثله {[76339]} قول النابغة :
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي *** [ على وعل من ذي المطارة عاقل ] {[76340]} .
يريد : حتى ما تزيد مخافة وعلٍ ( على ) {[76341]} مخافتي وفيه بعد . لأن كتاب الله لا يحمل على القلب إلا إذا لم يكن حمله إلا عليه {[76342]} .
ويروى {[76343]} أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
قال ذلك قتادة {[76344]} وابن جبير وغيرهما {[76345]} .
قال هشام بن عروة عن أبيه : أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا فأنفقها ، ، فأنزل الله جل ذكره فيه : ( الذي {[76346]} يوتي ماله يتزكى ) . . . إلى قوله : ( يرضى ) {[76347]} .
قال ابن جبير : أعتق أبو بكر ناسا ستة أو سبعة لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا ، منهم بلال وعامر بن فهيرة {[76348]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.