غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَا يَمَسُّهُمۡ فِيهَا نَصَبٞ وَمَا هُم مِّنۡهَا بِمُخۡرَجِينَ} (48)

1

قوله : { ونزعنا ما في صدورهم من غل } قد مر تفسيره في " الأعراف " { إخواناً } نصب على الحال . وكذلك { على سرر متقابلين } والمراد بالإخوة . إخوة الدين والتعاطف . والسرر جمع سرير . قيل : هو المجلس الرفيع المهيأ للسرور . وقال الليث : سرير العيش مستقره الذي يطمئن عليه حال سروره وفرحه . والتركيب يدور على العزة والنفاسة ومنه قوله : " سر الوادي لأفضل موضع منه " ومنه السر الذي يكتم . عن ابن عباس : يريد على سرر من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت ، وعن مجاهد : تدور بهم الأسرة حيثما داروا فيكونون في جميع أحوالهم متقابلين . والتقابل التواجه نقيض التدابر ، وتقابل الإخوان يوجب اللذة والسرور ليكون كل منهم مقبلاً على الآخر بالكلية ، وتقابل الأعداء يكون تقابل التضاد التمانع فيكون موجباً للتباغض والتخالف ، واعلم أن الثواب منفعة مقرونة بالتعظيم خالصة من الآفات آمنة من الزوال . فقوله : { إن المتقين } إشارة إلى المنفعة وقوله : { ادخلوها } رمز إلى أنها مقرونة بالتعظيم ، وقوله : { ونزعنا } إلى قوله : { لا يمسهم فيها نصب } أي تعب تلويح إلى كونها سالمة من المنغصات إلا أن الثواب منفعة مقرونة بالتعظيم خاصة من الآفات آمنة من الزوال . فقوله : { إن للمتقين } إشارة إلى المنفعة وقوله : { ادخلوها } رمز إلى أنها مقرونة بالتعظيم ، وقوله { ونزعنا } إلى قوله : { لا يمسهم فيها نصب } أي تعب تلويح إلى كونها سالمة من المنغصات إلا أن قوله : { ونزعنا ما في صدورهم } إشارة إلى نفي المضار الروحانية ، وقوله : { لا يمسهم } إشارة إلى نفي المضار الجسدانية ، وقوله : { وما هم بمخرجين } مفيد لمعنى الخلود .

/خ50