غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَإِنَّ عَلَيۡكَ ٱللَّعۡنَةَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلدِّينِ} (35)

1

وضرب يوم الدين أي يوم الجزاء حداً للعنة جرياً على عادة العرب في التأبيد كما في قوله : { ما دامت السموات والأرض } [ هود :107 ] أو أراد اللعن المجرد من غير تعذيب حتى إذا جاء ذلك اليوم عذب بما ينسى اللعن معه . قال صاحب الكشاف : وأقول : هذا إن أريد باللعن مجرد الطرد عن الحضرة . أما إن أريد به الإبعاد عن كل خير فيتعين الوجه الأول إلا عند من أثبت لإبليس رجاء العفو . وإنما ذكر اللعنة ههنا بلام الجنس لأنه ذكر آدم بلفظ الجنس حيث قال : { إني خالق بشراً } ولما خصص آدم بالإضافة إلى نفسه في سورة " ص " حيث قال : { لما خلقت بيدي } [ الآية : 75 ] خصص اللعنة أيضاً بالإضافة فقال : { وإن عليك اللعنة } فافهم .

/خ50