فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَا يَمَسُّهُمۡ فِيهَا نَصَبٞ وَمَا هُم مِّنۡهَا بِمُخۡرَجِينَ} (48)

{ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } أي : تعب وإعياء لعدم وجود ما يتسبب عنه ذلك في الجنة ؛ لأنها نعيم خالص ، ولذّة محضة تحصل لهم بسهولة ، وتوافيهم مطالبهم بلا كسب ولا جهد ، بل بمجرد خطور شهوة الشيء بقلوبهم يحصل ذلك الشيء عندهم صفوا عفوا { وَمَا هُمْ مّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } أبداً ، وفي هذا الخلود الدائم وعلمهم به تمام اللذة وكمال النعيم . فإنّ علم من هو في نعمة ولذة بانقطاعها وعدمها بعد حين موجب لتنغص نعيمه وتكدّر لذته .

/خ66