غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

1

قوله { خاشعاً } حال من الخارجين والفعل للأبصار . وليس قراءة من قرأ { خشعاً } على الجمع من باب " أكلوني البراغيث " كما ظن في الكشاف ، ولكنه أحسن من ذلك ولهذا تواترت قراءته لعدم مشابهة الفعل صورة . تقول في السعة " قام رجل قعود غلمانه " وضعف " قاعدون " وضعف منه " يقعدون " لأن زيادة الحرف ليست في قوة زيادة الاسم . وجوز أن يكون في { خشعاً } ضميرهم ويقع أبصارهم بدلاً عنه . وخشوع الأبصار سكونها على هيئة لا تلتفت يمنة ويسرة كقوله { لا يرتد إليهم طرفهم } [ إبراهيم :43 ] والأجداث القبور شبههم بالجراد المنتشر للكثرة والتموج والذهاب في كل مكان . وقيل : المنتشر مطاوع أنشره إذا أحياه فكأنهم جراد يتحرك من الأرض وبدب فيكون إشارة إلى كيفية خروجهم من الأجداث وضعف حالهم .

/خ55