غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سِجِّينٞ} (8)

1

وموقع قوله { وما أدراك ما سجين } اعتراض تعظيماً لأمر السجين ، ولأن ذلك لم يكن مما كان العرب تعرفه أي ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك .

وقيل : مرقوم أي مطروح وعلى هذا يكون سجين اسم مكان ثم اختلفوا ، فعن ابن عباس في رواية عطاء وقتادة ومجاهد والضحاك وعن البراء مرفوعاً أنه أسفل أرضين وفيها إبليس وذريته . وعن أبي هريرة مرفوعاً أنه جب في جهنم . وقال الكلبي : صخرة تحت الأرض السابعة . والتحقيق أنه سبحانه أجرى أمور عباده على ما تعارفوه فيما بينهم ، ولا شك أن السفلة والظلمة والضيق وحضور الشياطين الملاعين من صفات البغض فوصف الله كتاب الفجار بأنه في هذا الموضع استهانة بهم وبأعمالهم . كما أنه وصف كتاب الأبرا بأنه في عليين وتشهده الملائكة المقربون تعظيما لحالهم .

/خ36