مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ} (14)

{ ثُمَّ جعلناكم خلائف فِى الأرض مِن بَعْدِهِم } الخطاب للذين بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم أي استخلفناكم في الأرض بعد القرون التي أهلكناها { لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } أي لننظر أتعملون خيراً أو شراً فنعاملكم على حسب عملكم . و { كيف } في محل النصب ب { تعملون } لا ب { ننظر } ، لأن معنى الاستفهام فيه يمنع أن يتقدم عليه عامله ، والمعنى أنتم بمنظر منا فانظروا كيف تعملون ، أبالاعتبار بماضيكم أم الاغترار بما فيكم ؟ قال عليه السلام : « الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون »