فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ} (14)

ثم خاطب سبحانه الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { ثُمَّ جعلناكم خلائف } أي : استخلفناكم في الأرض بعد تلك القرون التي تسمعون أخبارها وتنظرون آثارها ، والخلائف جمع خليفة ، وقد تقدّم الكلام عليه في آخر سورة الأنعام ، واللام في { لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } لام كي : أي : لكي ننظر كيف تعملون من أعمال الخير والشرّ ، و { كَيْفَ } في محل نصب بالفعل الذي بعده : أي لننظر أيّ عمل تعملونه ، أو في محل نصب على الحالية ، أي على أيّ حالة تعملون الأعمال اللائقة بالاستخلاف .

/خ16