{ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم } أي من بعد القرون التي أهلكناهم { لِنَنظُرَ } لنرى { كَيْفَ تَعْمَلُونَ } وهو أعلم بهم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الدنيا خضرة حلوة وأن الله استخلفكم فيها فانظر كيف تعملون " .
قتادة : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) قال : صدق الله ربنا ما جعلنا خلفاء إلاّ لينظر إلى أعمالنا فأروا الله من أعمالكم خيراً بالليل والنهار والسرّ والعلانية .
وروى ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عوف بن مالك قال لأبي بكر : رأيت فيما يرى النائم كأنّ شيئاً دُلّي من السماء فانتشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أُعيد فانتشط أبو بكر ( رضي الله عنه ) ثم ذرع الناس حول المنبر ففصّل عمر بثلاثة أذرع إلى المنبر ، فقال عمر : دعنا من رؤياك لا أرب لنا فيها ، فلما استخلف عمر قال : قل يا عوف رؤياك ، قال : هل لك في رؤياي من حاجة ؟ أو لم تنهوني ؟ فقال : ويحك إني كرهت أن تنعى لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه . فقصّ عليه الرؤيا حتى إذا بلغ ذرع الناس المنبر بهذه الثلاثة الأذرع . قال : أما إحداهن فأنّه كائن خليفة وأما الثانية فإنه لا يخاف في الله لومة لائم ، وأما الثالثة فإنّه شهيد ، ثم قال : يقول الله تعالى : { ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ } إلى قوله { لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } فقد استخلفت يا ابن أم عمر فانظر كيف تعمل ، وأما قوله : فإني لا أخاف في الله لومة لائم فيما شاء الله ، وأما قوله : إني شهيد فأنّى لعمر الشهادة والمسلمون مطيفون به ، ثم قال : إن الله على ما يشاء لقدير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.