مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيۡهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَـَٔارِبُ أُخۡرَىٰ} (18)

{ قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا } أعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع وعند الطفرة { وَأَهُشُّ بِهَا على غَنَمِى } أخبط ورق الشجر على غنمي لتأكل { وَلِيَ فِيهَا مَأَرِبُ } { وَلِيُّ } حفص جمع مأربة بالحركات الثلاث وهي الحاجة { أخرى } والقياس أخر . وإنما قال { أخرى } رداً إلى الجماعة أو لنسق الآي وكذا { الكبرى } ولما ذكر بعضها شكراً أجمل الباقي حياء من التطويل ، أو ليسأل عنها الملك العلام فيزيد في الإكرام . والمآرب الأخر أنها كانت تماشيه وتحدثه وتحارب العدو والسباع وتصير رشاء فتطول بطول البئر وتصير شعبتاها دلواً وتكونان شمعتين بالليل وتحمل زاده ويركزها فتثمر ثمرة يشتهيها ويركزها فينبع الماء فإذا رفعها نضب ، وكانت تقيه الهوام . والزيادة على الجواب لتعداد النعم شكراً ، أو لأنها جواب سؤال آخر لأنه لما قال { هِىَ عَصَايَ } قيل له : ما تصنع بها فأخذ يعدد منافعها .