مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتۡ عَلَيۡنَا شِقۡوَتُنَا وَكُنَّا قَوۡمٗا ضَآلِّينَ} (106)

{ قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا } ملكتنا { شِقْوَتُنَا } { شقاوتنا } حمزة وعلي وكلاهما مصدر أي شقينا بأعمالنا السيئة التي عملناها . وقول أهل التأويل غلب علينا ما كتب علينا من الشقاوة لا يصح ، لأنه إنما يكتب ما يفعل العبد وما يعلم أنه يختاره ولا يكتب غير الذي علم أنه يختاره فلا يكون مغلوباً ومضطراً في الفعل ، وهذا لأنهم إنما يقولون ذلك القول اعتذاراً لما كان منهم من التفريط في أمره فلا يجمل أن يطلبوا لأنفسهم عذراً فيما كان منهم { وَكُنَّا قَوْماً ضَالّينَ } عن الحق والصواب