تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتۡ عَلَيۡنَا شِقۡوَتُنَا وَكُنَّا قَوۡمٗا ضَآلِّينَ} (106)

الآية 106 : وقوله تعالى : { قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا }أما{[13572]} ما قال أهل التأويل : { غلبت علينا شقوتنا } ( كتب علينا ){[13573]} من الشقاوة فإنه لا يحتمل لأنهم يقولون ذلك القول اعتذارا لما كان منهم من التفريط في أمره والتضييع ، فلا يحتمل أن يطلبوا لأنفسهم عذرا في ما كان منهم ؛ إذ لو كان ما ذكر أولئك لكان في ذلك طلب العذر لأنفسهم ، وهم في ذلك الوقت لا يطلبون عذرا لأنفسهم ، ولكن يقرون بما كان منهم كقوله : { فاعترفوا بذنبهم }( الملك : 11 ) .

لكن يحتمل وجهين : أحدهما : يقولون : ربنا شقينا بأعمالنا التي عملناها ، وظلمنا أنفسنا { وكنا قوما ضالين } .

والثاني : عملنا أعمالا استوجبنا بتلك{[13574]} الأعمال جزاء ، فنحن أولى بذلك الجزاء ، فغلب علينا جزاء تلك الأعمال ، أو كلام نحو هذا .

وأما ما قاله أولئك من أهل التأويل : { غلبت }أي كتبت فهو بعيد لأنه إنما يكتب ما يفعل العبد وما يعلم أنه يختاره ، لا يكتب غير الذي علم أنه يفعله{[13575]} ، ويختاره ، والله أعلم .


[13572]:أدرج قبلها في الأصل وم: قال.
[13573]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[13574]:في الأصل وم: بذلك.
[13575]:في الأصل وم: يفعل.