الآية 106 : وقوله تعالى : { قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا }أما{[13572]} ما قال أهل التأويل : { غلبت علينا شقوتنا } ( كتب علينا ){[13573]} من الشقاوة فإنه لا يحتمل لأنهم يقولون ذلك القول اعتذارا لما كان منهم من التفريط في أمره والتضييع ، فلا يحتمل أن يطلبوا لأنفسهم عذرا في ما كان منهم ؛ إذ لو كان ما ذكر أولئك لكان في ذلك طلب العذر لأنفسهم ، وهم في ذلك الوقت لا يطلبون عذرا لأنفسهم ، ولكن يقرون بما كان منهم كقوله : { فاعترفوا بذنبهم }( الملك : 11 ) .
لكن يحتمل وجهين : أحدهما : يقولون : ربنا شقينا بأعمالنا التي عملناها ، وظلمنا أنفسنا { وكنا قوما ضالين } .
والثاني : عملنا أعمالا استوجبنا بتلك{[13574]} الأعمال جزاء ، فنحن أولى بذلك الجزاء ، فغلب علينا جزاء تلك الأعمال ، أو كلام نحو هذا .
وأما ما قاله أولئك من أهل التأويل : { غلبت }أي كتبت فهو بعيد لأنه إنما يكتب ما يفعل العبد وما يعلم أنه يختاره ، لا يكتب غير الذي علم أنه يفعله{[13575]} ، ويختاره ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.